بالصور .. المرشحات "الأشباح" يثرن الغضب بالجزائر
5 أحزاب جزائرية تنشر قوائم انتخابية تظهر فيها بعض المرشحات بالاسم والمهنة دون صورة شخصية حقيقية لهن.
في الوقت الذي تتصاعد فيه هواجس السلطات الجزائرية من عزوف كبير في الانتخابات النيابية المقررة في 4 مايو/أيار المقبل، خرجت 5 أحزاب بقوائم انتخابية تظهر فيها بعض المرشحات بالاسم والمهنة دون صورة شخصية حقيقية لهن.
وخصصت الأحزاب عوضا عن ذلك رسوما تبرز ملامح أنثى، الأمر الذي أثار جدلا كبيرا وحتى سخرية في قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، ومنهم من وصف الأمر بأن "صورة المرأة في الحملة الانتخابية عورة، وصورتها في البرلمان حلال"، وعلق آخرون بأنها صور "أشباح".
وتدخلت الهيئة المستقلة لمراقبة الانتخابات لتمهل هذه الأحزاب 48 ساعة لإظهار وجوه تلك المرشحات أو استبعادها بشكل نهائي من السباق الانتخابي، وهو التهديد الذي أجبر الأحزاب المعنية على الإسراع في إظهار وجوه مرشحاتها المخفية.
ووصفت الهيئة هذه الممارسات "بغير القانونية والخطرة، التي تتنافى مع جميع القوانين والأعراف الجزائرية"، كما أشار التقرير إلى أنه "من حق كل مواطن أن يعرف هوية الشخص الذي سيصوت له".
كما أخطرت هيئة دربال وزارة الداخلية والجماعات المحلية "بهذا التجاوز القانوني لاتخاذ الإجراءات القانونية التي تستدعيها مثل هذه الحالات"، حسب ما أكده مسؤول في الهيئة المستقلة لمراقبة الانتخابات.
والأحزاب المعنية هي التحالف من أجل النهضة، العدالة والبناء، الجبهة الوطنية الجزائرية، الجبهة الجزائرية للتنمية والعدالة، حزب النضال الوطني، في حين جاءت المفاجأة من الحزب الاشتراكي العلماني جبهة القوى الاشتراكية.
غير أن قيادة جبهة القوى الاشتراكية وصفت إظهار مرشحات دون صور في قوائمها الحزبية بالأمر "المؤسف"، وأدان بيان صادر عن الجبهة "هذه الممارسة التي تتنافى مع قيم الحزب، وأن الحزب ملتزم بالمساواة بين الرجل والمرأة"، في حين تراوحت تبريرات الأحزاب الأخرى بين الضرورة التي تفرضها عادات وتقاليد الجزائريين في بعض المناطق أو لاعتبارات دينية.
قال سمير لموفق (30 سنة)، لبوابة "العين" الإخبارية، إنه فوجئ بهذه الصور، مضيفاً "لم يكف هذه الأحزاب هزال برامجها الانتخابية فراحت تضع صورة مجهولة لنساء لا نعلم إن كن فعلا موجودات أم حتى الأسماء وهمية أيضا".
وتابع أن "على هذه الأحزاب أن تختار بين العمل السياسي الديمقراطي أو العمل الديني، والخلط بينها يسيء للدين وللشباب الجزائري".
سمير، وبلهجة الغضب، أضاف أن "هذه التصرفات ترغمني على منح صوتي لمن يحترمني على الأقل بصورة، وإن كنت غير مقتنع حتى بكثير من أولئك المرشحين الذين أظهروا صورهم".
أما متصدرة القائمة النسوية في الجزائر العاصمة للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، المحامية فطة سادات، فقد دعت السلطات الجزائرية إلى "التعامل بحزم مع هذه التصرفات التي تسيء إلى مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة الذي يفرضه القانون الجزائري".
وأضافت مرشحة الحزب، في اتصال مع بوابة "العين"، أن الأمر يتعلق أيضا بعقدة موجودة في جزء من المجتمع، وما حدث يجب أن يكون فرصة لتغيير الذهنيات التي تساعد المرأة على الدخول إلى السياسة دون عراقيل ذهنية".
ويجبر القانون الجزائري الأحزاب المشاركة في الانتخابات على تخصيص 30%، على الأقل من قوائمها للنساء، ما يشكل ثلث اللائحة الانتخابية، كما يفرض القانون الانتخابي على الأحزاب والقوائم المستقلة أن يعود المركز الثالث تلقائيا إلى العنصر النسوي.
في سياق آخر، أثارت دعوة وزارة الشؤون الدينية الجزائرية أئمة المساجد بتخصيص جزء من خطبتي الجمعة لحث الجزائريين على التصويت، جدلاً واسعاً أيضا، ما بين رافض لاستغلال الدين لأغراض سياسية، وبين اعتبارها ضرورية لمصلحة البلاد.
ويبدو من خلال هذه الدعوة أن الحكومة الجزائرية وفي ظل تنامي المخاوف من نسبة تصويت ضئيلة، حاولت تعبئة الجزائريين وإقناعهم بالمشاركة، فلجأت إلى وزارة الشؤون الدينية من خلال اعتماد خطبة موحدة عبر كامل مساجد الوطن لتكريس مبدأ "المواطنة كقيمة أخلاقية".
وعلى الرغم من أن وزير الشؤون الدينية الجزائري أعرب في أكثر من مناسبة عن رفضه التوظيف السياسي للمساجد واستغلالها في الحملات الانتخابية، غير أنه أرجع هذه الدعوة إلى "المصلحة العليا للوطن".
ولقيت الدعوة استجابة محتشمة من أئمة المساجد خاصة في مساجد العاصمة الجزائرية ومدن الشرق الجزائري، إذ تراوحت بين الحديث عن شهر رمضان الكريم وظاهرة الطلاق في الجزائر، كما دعا بعضهم وزارة الشؤون الدينية إلى الاهتمام بالدعوة إلى صلاة الاستسقاء بسبب الجفاف الذي تعرفه عدد من مناطق الجزائر.
أما بعض الأئمة فقد أعربوا عن رفضهم استعمال المنابر الدينية في الحملات الانتخابية، في حين استجاب عدد من الأئمة خاصة في الولايات الغربية والجنوبية لهذه التعليمات، حيث دعوا المصلين إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية والقيام بالواجبات، خاصة المشاركة الواسعة في الانتخابات التشريعية.
aXA6IDU0LjIyNC4xMDAuMTAyIA== جزيرة ام اند امز