أفريقيا تعيد ضبط بوصلتها في ذكرى تأسيس "الاتحاد"
القارة السمراء تحتفل في 25 مايو من كل عام بيوم أفريقيا الذي عرف سابقا بيوم الحرية ويوم التحرير
في الذكرى الـ57 لتأسيس الوحدة الأفريقية تعيد القارة السمراء ضبط بوصلتها لمعالجة قضاياها الملحة بعد سنوات من نيل حريتها، وتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية في 25 مايو/أيار عام 1963.
ومنظمة الوحدة الأفريقية هي المسمى القديم للاتحاد الأفريقي والذي ظل مستخدما حتى عام 2002.
وتحتفل القارة السمراء بيوم أفريقيا في 25 مايو من كل عام، وقد عرف سابقا بيوم الحرية الأفريقي ويوم التحرير الأفريقي، حينما وقعت 32 دولة مستقلة في ذلك اليوم الميثاق التأسيسي لمنظمة الوحدة الأفريقية في أديس أبابا بإثيوبيا.
وبهذه المناسبة، قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، اليوم الإثنين، إنه على الرغم من إمكانياتها الاقتصادية الهائلة ورأس مالها البشري الغني والشبابي والديناميكي، فإن معظم الدول الأفريقية تواجه صعوبات في ضمان رفاه سكانها.
وأضاف فكي في بيان حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أن القطاعات الرئيسية في القارة مثل التعليم والصحة والأمن ما زالت تعتمد إلى حد كبير على المساعدات الخارجية وأصبحت الطائفية والقبلية أكثر تفشيا بسبب الأنظمة متعددة الأحزاب والمبادئ الديمقراطية التي كانت في كثير من الأحيان منحرفة.
وتابع أنه بدءا من الأزمات المفتوحة، التي يسببها الإرهاب والصراعات بين القبائل والأديان إلى الأزمات التي أعقبت الانتخابات، ما زالت أفريقيا تعاني باستمرار من مشاهد العنف والهشاشة وعدم اليقين بشأن المستقبل.
وأعرب رئيس الاتحاد عن تأثره برؤية الأحداث الجارية في ليبيا، أحد الأعضاء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية، والمبادر الرئيسي في إنشاء الاتحاد الأفريقي، مؤكدا أن المأساة التي تجري في هذا البلد مثيرة للقلق.
وتعاني ليبيا الدولة الفاعلة في تاريخ المنظمة الأفريقية العريقة من سيطرة جماعات إرهابية على عاصمتها، فيما تتزايد التدخلات الخارجية في أزمتها التي دخلت مؤخرا مربعا الاحتلال التركي بحسب توصيف جيشها الوطني.
وفيما قدم فكي مراجعة لأزمات القارة، أشاد رئيس الاتحاد الإفريقي بالجهود المبذولة من قبل الأجهزة المختصة به وبالتنسيق الدول الأعضاء في مواجهة جائحة كورنا.
وقال إنه منذ بداية الوباء، ولدهشة الكثير ممن قللوا دوما من القارة، حشدت إفريقيا نفسها ووضعت تنفيذ استراتيجية استجابة قارية على الفور لمواجهة الوباء، داعيا إلى ضرورة مضاعفة الجهود والعزم والمثابرة في مواجهة جائحة كورونا والسيطرة عليه.
وأعربت منظمات دولية عديدة عن خشيتها من تفشي جائحة كورونا في أفريقيا بعدما أن كشف الوباء عن عجز البنية التحتية الصحية في أوروبا، التي تتفوق عن مثيلتها في إفريقيا.
وبدوره، أشاد رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، سيريل رامافوسا، باستجابة الحكومات الأفريقية في مواجهة وباء كورونا المستجد.
وقال في كلمة له بمناسبة، يوم أفريقيا، إن" الاستجابة الأفريقية لكوفيد 19 لقيت إشادة واسعة النطاق على الرغم من تحديات الموارد التي تواجهها، فإن البلدان الأفريقية قد اجتمعت بطرق رائعة، يوحدها غرض مشترك وهو مواجهة فيروس كورونا".
وأضاف أنه "على الرغم من أن فيروس كورونا ليس مشكلة أفريقية وإنما جائحة عالمية، أظهرت القارة قدرتها في التعامل معه ببراعة عالية ما يؤكد تصميم القارة السمراء على الاستفادة من نقاط قوتها وقدراتها في حل تحدياتها الخاصة، مشيرا إلى أنه هذه هي الفرضية التي تأسست عليها منظمة الوحدة الأفريقية ويواصل الأفارقة استلهام الدروس منها لبناء حياة أفضل لجميع سكان أفريقيا".