العلاقات الصينية العربية ماض مشرق ومستقبل واعد
تمكث جمهورية الصين الشعبية على إرث تاريخي وإنساني وحضاري عميق، فهي من أوائل الدول والإمبراطوريات التي نشأت على هذا الكوكب قبل أكثر من 5 آلاف عام.
"شونج كو" اسمها في اللغة الصينية وترجمته الحرفية "الملكوت المركزي" أو"الملكوت الأوسط"، الإمبراطورية التي أنجبت "صن تسو" ليعلم الجيوش والدول فن الحرب والاستراتيجيات العسكرية لم يذكر التاريخ أنها تجاوزت حدودها غازيةً في يوم من الأيام، ففي الصين يوجد الكثير من الخيرات والمحاصيل والصناعات والحرف والبشر وكل شيء.
"ازرعوا الحبوب واحفروا الخنادق ولا تسعوا للسيطرة في أي مكان ".. طبعت هذه المقولة لماو تسي تونغ، السياسات الداخلية والخارجية للصين منذ نشوء جمهورية الصين الشعبية وحتى مطلع الثمانينات
وأطلق الزعيم الصيني الأسبق دنغ هسياوبنغ سياسة الإصلاح والانفتاح عام 1978، نزعت هذه السياسة الحكيمة قيود الإنتاج والتسويق وحولت الاقتصاد الصيني القائم على الزراعة والصناعات الخفيفة إلى اقتصاد حديث متقدم ونقلت الدولة الصينية إلى مصاف الدول العظمى اقتصادياً وتجارياً وثقافياً وتكنولوجياً
الجمهورية الشعبية الناشئة والمشغولة في إعادة البناء وحماية فضائها الحيوي غربَ آسيا لم تتردد بالوقوف مع العرب ومساندتهم في مواجهة استحقاقات كبرى، فبين الصين والعرب علاقات تاريخية منذ القرن السابع حتى الآن تحولت على مدى تلك القرون إلى أكثر من تبادل تجاري وتواصل حضاري ورغبة متبادلة بحماية طرق التجارة البرية والبحرية.
وأيدت الصين حقوق الشعب الفلسطيني وحل قضية اللاجئين منذ عام 1948 ودعت إلى تفاوض مباشر لحل الصراع بالطرق السلمية، ووقفت مع مصر ومقاومتها خلال العدوان الثلاثي عام 1956 وأيدت حقها المشروع باستعادة القناة، ودعمت سوريا ومصر خلال حرب أكتوبر 1973، ووقفت ضد غزو لبنان عامي 1978 و 1982، وأدانت الغزو العراقي للكويت عام 1990، وعارضت الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، ورفضت التدخل في الشؤون الداخلية للعراق وسوريا وليبيا ووقفت مع وحدة أراضيها واستقلالها ضد مشاريع التجزئة والتفتيت.