بين عام وعام نقف لنتأمل طويلاً مسيرة نشوء وصمود وانتصار موقف الوسطية والاعتدال في المحيط العربي والإقليمي.
وذلك بفضل قيادات عربية أصيلة كان في مقدمها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في مسيرةٍ تُواصلها بحكمةٍ قيادة الإمارات الرشيدة، ويعززها تكاتف الحلفاء والأصدقاء على قلب رجلٍ واحد، في مواجهة دعوات التطرف والكراهية، التي أطلقتها تنظيمات الإسلام السياسي من "الإخوان" و"القاعدة"، والتي كادت تضع الإقليم بأسره في أتون حروب لا تنتهي، ولا تزال تطل برأسها من حين إلى آخر على شكل "حزب الله" ومليشيا "الحوثي" في اللحظة الراهنة.
فمن منّا لا يذكر باعتزاز دعوة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات لتغليب العقل والمنطق في حل قضايا المنطقة، بل ودعوته الشهيرة من على منبر الكنيست الإسرائيلي في القدس لسلام شامل يُنهي مأساة الشعب الفلسطيني، حين قال: "السلام لنا جميعًا.. على الأرض العربية وفي إسرائيل.. وفي كل مكان من أرض العالم الكبير المعقد بصراعاته الدامية، المضطرب بتناقضاته الحادة، والمهدد بين الحين والآخر بالحروب المدمرة، تلك التي يصنعها الإنسان ليقضي بها على أخيه الإنسان، وفي النهاية، وبين أنقاض ما بنى الإنسان وبين أشلاء الضحايا من بني الإنسان فلا غالب ولا مغلوب، بل إن المغلوب الحقيقي دائما هو الإنسان".
ومع هذه الكلمات المؤثرة والعاقلة للرئيس المصري الراحل أنور السادات، لنا أن نركز على أهمية السلام، الذي سعى إلى تحقيقه كاملا لولا اغتياله على يد إرهابيين خرجوا من رحم تنظيم الإخوان المسلمين وفكر سيد قطب وحسن البنا.
ويلحُّ علينا فيما نرى من أحداث في منطقتنا العربية الحديث عن أهمية قيمة السلام في سبيل البناء والتضامن الإنساني ونبذ الخلافات، كما يلحُّ علينا الاعتراف بأن خطوة دولة الإمارات العربية المتحدة في اتفاقية السلام الإبراهيمي كانت خطوة قاصمة لظهر المتطرفين والإرهابيين، بل ونظرة ثاقبة نحو مستقبل من التعايش والأمن والاستقرار.
ولا يغفل أحد عن الدور الكبير في صناعة قيمة السلام والاعتدال لقيادات المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية، لاستشراف الحلول لمنطقة تعقّدت فيها النزاعات واختلفت أسبابها أمام منطق الموت المجاني، الذي سقطت ورقة التوت عن رُعاته الإقليميين في إيران، وأدواتهم في لبنان -"حزب الله"- وفي اليمن -مليشيا الحوثي- الذين يستهدفون بالصواريخ والمُسيّرات المدنيين الآمنين، ويخطفون السفن وهي في عُرض البحر عبر قرصنة المضايق الدولية، وصولاً إلى جريمة اختطاف الدول، مثلما يحدث في لبنان على يد "حزب الله" الإرهابي
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة