النساء في المجتمعات العربية يواجهن صعوبات كبيرة في العثور على فرص للعمل وخاصة في أوساط اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
تعاني بعض النساء في المجتمعات العربية من عدم وجود فرص عمل في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، وخاصة في أوساط اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، إلا أن هناك جمعيات تعمل على تمكين المرأة وتدريبها على عمل تستطيع القيام به وإنجازه من بيتها لظروف اجتماعية تمنعها من الخروج إلى سوق العمل أحياناً.
نوال محمود المشرفة على جمعية "هَنا" قالت لـ "بوابة العين الإخبارية": بدأت الفكرة في العودة إلى الجذور من خلال صناعة الدمى، لأن النساء قديماً كنّ يخيطن الألعاب لأطفالهن، وكانت كل أم تخيّط لعبة لابنتها في بيتها من القماش أو من الملابس القديمة للطفلة نفسها، وبعد تجهيزها ترسم على الوجه العيون والفم لتظهر ملامحها، ومن خيوط الصوف تصنع شعر اللعبة، وهذه كانت اللعبة المتعارف عليها قديماً.
وتلفت إلى أن صناعة اللعبة في البيت تشكل رابطا قويا بين الطفلة وأمها، لأن الطفلة تقوم بمساعدة والدتها في ذلك، وتشاركها صناعة لعبتها بنفسها وأحيانا تختار لونها المفضل، ما يعزز التواصل بينهما.
وتؤكد أن اللعبة صحيّة من ناحية أنه لا يدخل في صناعتها أية مواد كيميائية وتستطيع الطفلة اللعب بها دون أي خوف ويمكن غسلها بالماء كونها من القماش وهذا أمر مهم بالنسبة لنا.
المدربة في الجمعية هَنا أطرق قالت لـ "العين": صناعة الدمى في البيوت يساعد النساء على العمل فنقوم بتدريبهن على الخياطة والتطريز لصناعة الدمى، وهنا نحقق هدفين: التعريف بالتراث الفلسطيني، وتمكين المرأة لمساعدتها في إيجاد عمل يناسبها، وبعدها نقوم بتسويق الدمى من خلال المعارض لتأمين مدخول للنساء المشاركات ولتمويل المشاريع التدريبية.
وأضافت، نحاول من خلال الدمية أن نرجع بالذاكرة للزي الذي كانوا يرتديه أهلنا في فلسطين، وقمنا بتجسيد ذلك من خلال الدمى التي أردناها أن ترتدي اللباس التراثي الفلسطيني من حطّة وعقال وشروال، وفساتين مطرزة بالقطبة الفلسطينية، كي يتعرف الأطفال على تراث الأجداد وكي ترسخ في عقولهم منذ الطفولة لتكبر معهم لأنها أمانة ورثناها نحن عن أهلنا وعلينا أن نورثها لأطفالنا لينتقل هذا التراث من جيل إلى الجيل، والطفل من المؤكد أنه سيسأل لماذا هذه الدمية ترتدي هذا اللباس، وعندها سيعرف الطفل أن هذا اللباس هو لباس أهل فلسطين، وسيتحقق شعارنا: كي لا ننسى تاريخنا وتراثنا من خلال الدمى، لأن الرسالة الأقوى في الحفاظ على التراث وتناقله هو عن طريق الأطفال.