خبراء لـ"العين": 2017 عام تآكل "داعش"
خبراء يتوقعون أن يستغرق خروج "داعش" من الموصل بشكل نهائي، من شهرين إلى 6 أشهر، ليكون عام 2017 ، هو عام تآكل التنظيم الإرهابي.
مع اقتراب هزيمة تنظيم داعش الإرهابي، في أهم معاقله بمدينة الموصل العراقية، أجمع خبراء مختصون في الجماعات الإرهابية، على أن خروج "داعش" من الموصل بشكل نهائي سيستغرق من شهرين إلى 6 أشهر على الأكثر، ليكون 2017 هو عام تأكل التنظيم، متوقعين في الوقت نفسه أن تكون خيارات منتمي التنظيم الإرهابي "محدودة"، لاسيما في حال خسارتها لتلك المدينة التي تمثل المعقل الرئيسي لداعش بالعراق.
الخبراء قالوا في أحاديث منفصلة لبوابة "العين" الإخبارية، إن هزيمة داعش الوشيكة في الموصل، وتضييق الخناق على القيادة المركزية للتنظيم الإرهابي بسوريا، من خلال استعادة مدينة الطبقة وسد الفرات المجاور لها، ستؤدي بالتنظيم إلى التآكل تدريجياً، وهو ما يعني انتهاءه تنظيمياً، مما سيدفع بالدواعش لتشكيل عصابات أشبه بالخلايا العنقودية في التخطيط وتنفيذ الهجمات الإرهابية، أو الانضمام إلى صفوف جماعات أخرى ذات صلة بالقاعدة، للعمل تحت مظلتها.
وأمس، أعلن جون دوريان، المتحدث باسم قوات التحالف الدولي، أن نتائج المعركة الحالية بالموصل، تشير إلى اقتراب موعد هزيمة داعش وطرد عناصره من جميع بلدات وأحياء المدينة العراقية.
وفي سوريا، نجحت قوات سوريا الديمقراطية، وهو تحالف عربي كردي، في السيطرة على الطبقة والسد المجاور لها، ما اعتبره مراقبون بداية طرق أبواب معركة الرقة، حيث تقع مدينة الطبقة على بعد نحو 40 كيلومتراً غربي مدينة الرقة التي تعتبر مركز عمليات تنظيم داعش.
واتفق الخبراء أيضاً على أنه سواء تشكيل منتمي داعش لخلايا الإرهابية، أو انضمامهم لجماعات إرهابية أخرى ذات صلة القاعدة، فستكون الهجمات "منخفضة الحدة" مقارنة بالسابق، كما أنها سترتكز على مناطق الحضر، ولن تعتمد على التكتيك العسكري السابق في كر وفر قادة داعش المعروفين بالقتال الشرس.
2017.. عام تآكل تنظيم داعش
اللواء حسام سويلم، المدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة المصرية (حكومي)، قال لبوابة "العين" الإخبارية، إن "تنظيم داعش الإرهابي أصبح منحصراً في مساحة لا تزيد عن 3 أو 4% من العراق وسوريا بسبب عمليات التحالف الدولي بالتعاون مع الجيش العراقي والسوري والتي تستهدف مناطق تواجده، فضلاً عن أنه يواجه تراجعاً واضحاً في الموارد المالية التي كان يعتمد عليها في السابق، وهو ما يشير بشكل واضح إلى تآكل التنظيم الإرهابي.
وتوقع سويلم أن تنتهي معركة الموصل والرقة خلال الأشهر القليلة المقبلة، وتحديداً بين شهرين إلى 6 أشهر، وهو ما وافق عليه كل من الخبير العسكري المصري، اللواء جمال مظلوم، والخبير الأردني في الحركات الإرهابية، حسن هنية، في أحاديث منفصلة لـ"العين"، فيما رجح أندريس كريج، أستاذ الدراسات الدفاعية في جامعة كينجز في لندن (بحثية حكومية) تحرير مدينتي الموصل والرقة خلال 6 أشهر، لتشل بعدها حركة التنظيم فيعجز عن السيطرة على أراض جديدة أو مجتمعات.
- خبير عراقي لـ"العين": صراع القوى الإقليمية أخّر تحرير الموصل
- تحرير الجانب الشمالي الغربي.. بداية الحصار الكامل لداعش بالموصل
- إنفوجراف.. "الطبقة" بوابة قوات سوريا الديمقراطية لتحرير الرقة
خياران للدواعش.. والتأثير "محدود"
أندريس كريج، أستاذ الدراسات الدفاعية في جامعة كينجز في لندن (بحثية حكومية) قال لبوابة "العين" الإخبارية، إن تحرير الأراضي التي سيطر عليها داعش لا يعني أن روافد التنظيم ستختفي، لكن في الوقت نفسه ستنتهي فكرة التنظيم، وسينتقل منتموه إلى صفوف جماعات أخرى ذات صلة بالقاعدة، للعمل تحت مظلتها، متوقعاً أن تكون هذه الهجمات منخفضة الحدة.
خيار آخر طرحه خبراء عرب، وهو انسحاب داعش إلى غرب العراق أو شرق سوريا، أو للخارج إلى ليبيا ونيجيريا، فرأى الخبير العسكري المصري، اللواء حسام سويلم، أن هزيمة داعش مكانياً في العراق وسوريا، لن يقضي على عناصر داعش، لأن النفوذ الأيديولوجي باقٍ، بحسب رؤيته، وبالتالي سيكون خيارهم تشكيل خلايا تشبه الذئاب المنفردة في مناطق غير رئيسية بخلاف الموصل والرقة مثلما حدث في معركة الفلوجة، أو نقل نشاطها لدول مثل نيجيريا وليبيا، حيث ستكون البيئة مواتية لمنتمي التنظيم للتواجد والتوسع.
الانسحاب إلى غرب العراق وشرق سوريا، دعمه الخبير العسكري المصري، جمال مظلوم، الذي رأى أن انسحاب مقاتلي داعش، استراتيجية تكتيكية دأب عليها التنظيم، حتى أنه لا يمانع في أن يكون هذا الانسحاب إلى مناطق تواجده القديمة والتي لقي فيها هزيمة، خاصة أن هناك مناطق عديدة لا تزال تحت سيطرته.
جامعا الخيارين، قال الخبير الأردني، المتخصص في الحركات المتطرفة حسن هنية، إن منتمي داعش سيلجأون للعمليات الانتحارية التي كانوا ينفذوها قبل السيطرة على الموصل، لافتاً إلى أن منتمي داعش سيستخدمون في الوقت نفسه تكتيك حرب العصابات، من خلال الخروج لمناطق أكثر رخاوة في غرب العراق وشرق سوريا.
- مرصد الإفتاء المصري: معركة الموصل تحدد مصير تنظيم داعش الإرهابي
- مقاتلو داعش يفرون من التنظيم بعدما أوشك على الانهيار
- خبراء يرصدون حدود وقدرات " الذئاب المنفردة " لداعش
مرحلة ما بعد التحرير
حذر الخبير الأردني هنية من إمكانية تموضع عناصر داعش، في مناطق الفراغ، في حال ما إذا لم يتم حل القضايا الأساسية التي أدت لاستقطاب الشباب لمثل هذه التنظيمات المتطرفة، موضحاً أن الأهم بحث وضع العراق وسوريا بعد التحرير، حتى لا يمكن للتنظيم إعادة بناء نفسه.
الأمر ذاته، ذهب إليه الخبير البريطاني كريج الذي حذر من أن عدم رسم التحالف الدولي لاستراتيجية واضحة تعالج أسباب انضمام الشباب إلى داعش، فإن هذه المجتمعات قد تستمر في الانخراط في مثل هذا الإرهاب، مشيراً إلى أنهم ينجذبون لداعش إما لأجل المال أو بمنطق الانخداع فيما يقدمه التنظيم الإرهابي بدعوى السلفية الجهادية.
aXA6IDMuMjIuNzAuMTExIA== جزيرة ام اند امز