قتلى كازرون.. دماء على طريق النهاية لنظام ملالي إيران
جنازات بعض قتلى احتجاجات مدينة إيرانية تتحول إلى احتجاجات غاضبة ضد قمع الملالي.
"الموت للديكتاتور" و"حرروا المعتقلين".. شعارات هتف بها الآلاف من أهالي مدينة كازرون الواقعة في نطاق محافظة فارس الإيرانية جنوب البلاد، خلال تشييع جنازات 3 قتلى سقطوا برصاص قوات الأمن خلال احتجاجات مناهضة للملالي.
واندلعت التظاهرات، الأربعاء الماضي، ضد قرارات النظام بتقسيم المدينة إلى شطرين، قبل أن تقمعها السلطات الإيرانية بالرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وبحسب صحيفة "كيهان" اللندنية، فقد تحولت الجنازات إلى احتجاجات مناهضة للنظام الإيراني، وندد خلالها المشيعون بالقمع الذي يمارسه النظام ضد الأهالي.
وكشفت الصحيفة أن الضحايا الـ3، هم علي محمديان آزاد، وهادي جهان تاب، وأمير رضا يوسفيان، غير أنها ألمحت إلى أن هناك قتلى آخرين من بين المحتجين، كما لفتت إلى الحضور النسائي المكثف بين صفوف المشيعين.
وأظهرت مقاطع مصورة جرى تداولها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأعداد الغفيرة من المواطنين الإيرانيين الذين حضروا تلك الجنازات.
وطالب المحتجون بالقصاص ممن وصفوهم بـ"المجرمين"، إلى جانب ترديد شعارات حادة ضد نظام الملالي وعلى رأسه المرشد علي خامنئي، من بينها "الموت للديكتاتور"، الذي يعد أحد أبرز الهتافات في الاحتجاجات الشعبية الحاشدة مطلع يناير/كانون الثاني.
واعترفت وسائل إعلام إيرانية، الخميس الماضي، أن قوات الأمن أطلقت النار مباشرة نحو المحتجين الذين أضرموا النيران أمام مركز للشرطة، ما أسفر عن مقتل شخصين اثنين، وإصابة 6 آخرين في وقت سابق، فيما ارتفع العدد إلى 6 في وقت لاحق.
ونقلت وسائل إعلام معارضة عن ناشطين حقوقيين أن قوات الأمن قتلت أبناء مدينة كازرون في أول ليلة من شهر رمضان المبارك، كما أنها اعتقلت أكثر من 200 شخص آخرين.
ودشن نشطاء إيرانيون "هاشتاق" بعنوان "كازرون در خون" أو "كازرون في الدماء"، لقي انتشارا واسعا على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، حيث أعربوا فيه عن غضبهم الشديد، إثر قمع قوات الأمن الإيرانية محتجين في مدينة "كازرون" الواقعة جنوب البلاد.
وتقع مدينة كازرون بين محافظتي شيراز وبوشهر جنوب البلاد، وتشهد احتجاجات منذ عدة أشهر ضد قرار حكومي بتقسيم المدينة، في حين يبلغ عدد سكانها نحو 226 ألفا و217 شخصا، بحسب أرقام رسمية حديثة.
وتأتي هذه التظاهرات في ظل تفاقم الأوضاع المعيشية في إيران، بسبب استخدام النظام الإيراني أموال الشعب في دعم الإرهاب ومليشياته، وأذرعه الخارجية.
ونظم الآلاف من سائقي الشاحنات إضرابا مفتوحا عن العمل شمل نحو 25 محافظة وأكثر من 70 مدينة من بينها العاصمة طهران، وأصفهان في إيران على نطاق واسع داخل البلاد، احتجاجا على تردي أوضاعهم المعيشية، إضافة إلى زيادة رسوم العبور عبر الطرق لنقل السلع والبضائع على الرغم من أجورهم المتدنية، الأمر الذي أدى إلى حالة من الشلل التام على بعض الطرق السريعة داخل البلاد.
ويتسع الحراك الشعبي ضد نظام الملالي في إيران بصورة مستمرة، بعد أن بدأ بمدينة مشهد التاريخية وامتد لأكثر من 100 مدينة بإيران في مطلع يناير/كانون الثاني، بات يتخذ أشكالا جديدة شملت القطارات والمترو.
وأقدم عمال غاضبون في مدينة آراك الواقعة وسط إيران قبل أسبوع، على إغلاق خط سكة حديد يربط شمال البلاد بجنوبها؛ احتجاجا على تأخر رواتبهم لمدة وصلت إلى 10 أشهر، وهو الأمر الذي بات معتادا في إيران مؤخرا، وسط عجز حكومي.
aXA6IDE4LjExNy43MC42NCA=
جزيرة ام اند امز