رأت مجلة فورين أفيرز الأمريكية أن القيادة الأمريكية للعالم تواجه أزمة، بسبب الشكوك حول قدرة واشنطن على تحقيق نتائج جديرة بالثقة.
وقالت المجلة إن أزمة القيادة الأمريكية لا تتعلق بالحيوية الاقتصادية أو البراعة الدبلوماسية أو القوة العسكرية، بل بالشرعية، حيث تظهر استطلاعات الرأي والمقابلات في جميع أنحاء العالم أن الجماهير والنخب في البلدان التي تعتبر نفسها حليفة للولايات المتحدة، تعتريها شكوكا تجاه حالة واتجاه الديمقراطية الأمريكية.
وأشارت المجلة إلى أن صورة الولايات المتحدة في الخارج تأرجحت ما بين ارتفاع وانخفاض استنادا على شخصية الرئيس الأمريكي أو الإجراءات التي تتخذها واشنطن في الخارج، لكن الآراء حول الديمقراطية الأمريكية ظلت ثابتة وإن كانت أقل إيجابية مما كان يفترضه العديد من الأمريكيين.
لكن الوقت الراهن بدأ يشهد تغير هذه النظرة نتيجة للانخفاض المطرد في التقييم الدولي لقوة النظام السياسي الأمريكي.
وتحتل الولايات المتحدة المرتبة 26 في أحدث مؤشر للديمقراطيةP مؤشر إيكونوميست إنتليجنس يونيت، والذي وصف الولايات المتحدة للمرة الأولى بأنها "ديمقراطية معيبة" في عام 2016.
كما تصنف منظمة فريدوم هاوس، الولايات المتحدة بدرجة أقل من الأرجنتين ومنغوليا في درجة الوصول إلى الحقوق السياسية والحريات المدنية.
وأشار التقرير إلى أنه إذا لم يعد بإمكان الناس في جميع أنحاء العالم الاعتماد على الديمقراطية الأمريكية كمثال يحتذى به، فستفقد واشنطن سلطتها الأخلاقية في قيادة العالم.
وأشارت المجلة إلى أن الأمريكيين يشعرون بفقدانهم لمكانتهم: فوفقًا لمسح أجراه مركز بيو للأبحاث، رأى ثلثا الأمريكيين تقريبًا أن الولايات المتحدة خلال العقدين الماضيين كانت أقل احترامًا دوليًا مما كانت عليه في السابق، ومن المرجح أن يتراجع هذا الاحترام بشكل أكبر.
وتعتقد المجلة أنه لاستعادة تلك المكانة المفقودة، يجب على الديمقراطية الأمريكية التغلب على تحديات السياسة الحزبية، والجمود المؤسسي، وعدم الاستقرار. كما ستحتاج حكومة الولايات المتحدة إلى إثبات قدرتها على تطوير سياسات دولية مستدامة يمكن لأصدقاء الولايات المتحدة وأعدائها على حد سواء الاعتماد عليها.
كما أشارت أيضا إلى أن مؤسسة السياسة الخارجية بحاجة إلى إحياء الديمقراطية الأمريكية كحجر زاوية للقيادة العالمية للولايات المتحدة في المستقبل. وهو ما سيتطلب مشاركة مباشرة مع الجمهور الأمريكي، على غرار الجهود المتضافرة للترويج لخطة مارشال للأمريكيين المترددين عامي 1947 و1948.
وأضافت "إنها ليست مجرد وظيفة مبيعات؛ يجب على صانعي السياسة أولاً الاستماع إلى الأمريكيين لمحاولة فهم وتخفيف إحباطهم تجاه ديمقراطيتهم ومن أجل الحفاظ على نفوذ الولايات المتحدة في العالم وتعزيزه".
واختتمت المجلة تقريرها قائلة "قال الرئيس بايدن في كلمة له عام 2021: الديمقراطية لا تحدث بالصدفة. علينا الدفاع عنها، والقتال من أجلها والعمل على دعمها وتجديدها. لكن نداء بايدن لن يجد آذانا صاغية ما لم تجدد الولايات المتحدة ديمقراطيتها لجعلها أكثر استجابة لإرادة الشعب، والحد من تأثير المال في السياسة وتغيير دستور القرن الثامن عشر ليتماشى مع الحكم في القرن الحادي والعشرين".