بالصور.. مصرية ترسم نجوم الفن بالمربى والعسل وأطعمة أخرى
كثيرون ودعوا نجوم الفن الذين رحلوا منذ تفشي جائحة كورونا بكلمات مؤثرة، لكن سالي مجدي وحدها نعتهم برسومات العسل الأسود.
المصرية سالي مجدي مراد استثمرت موهبتها الفذة في تخليد ذكرى كبار المشاهير الذين تركوا بصمتهم في قلوب محبيهم، وودعت من توفى حديثا منهم برسومات العسل، وذكرتنا بمن مضى على رحيلهم زمن بلوحات المربي.
الشابة الموهوب تحكي لـ"العين الإخبارية" كيف استغلت فترة الاختباء من فيروس "كوفيد-19" في المنازل، وبدأت في تنمية موهبتها الفنية المختلفة، وإبداع المزيد من اللوحات وفقا للمواقف المختلفة والمناسبات القيمة.
وتقول سالي، ابنة الـ25 ربيعا: "بدايتي في عالم الرسم جاءت مبكرة للغاية، ووالدي وهو من اكتشف موهبتي وأنا طفلة عندما كنت أرسم على الحائط وأشخبط".
وتحكي: "والدي رسام وهو ليس فقط من اكتشف موهبتي، بل حاول تنميتها منذ الصغر وساعدني بتوفير الخامات وأدوات الرسم. وحاليا لا يساعدني في رسم أي من لوحاتي، ويكتفي بقول رأيه في النهاية".
وتضيف: "بعد ذلك اشتهرت في المدرسة برسوماتي المميزة، حتى أنني كنت المسؤولة عن رسم لوحات الفصل وتحضير كشاكيل المدرسين واشتركت في المسابقات المدرسية، ومع كل مرحلة يتضاعف شغفي بالرسم".
رغم تميز سالي في الرسم وتمنيها اللحاق بكلية فنون جميلة، فإنها انضمت إلى كلية "الاقتصاد والعلوم السياسية".
وتحكي لـ"العين الإخبارية": "حصلت على مجموع عال جدا في الثانوية العامة، فرأي والداي أن التحق بكلية سياسة واقتصاد وأمارس الرسم كهواية، وفعلا لم تشغلني دراستي عن هوايتي خاصة أنني أحب عمل شيئين في وقت واحد".
وتابعت: "في بداياتي كنت أرسم بالخامات العادية، لكن حبا في الأمر بدأت أبتكر وأطور من أدواتي خاصة في فترة الحجر المنزلي العام الماضي، من خلال استخدام أبسط الأدوات لإنتاج لوحات مميزة".
جائحة "كوفيد-19" أسهمت في تنمية مهارة سالي، إذ حرمتها من أدواتها العادية للرسم ودفعتها لإيجاد بدائل فاستخدمت النعناع والسكر وما على شاكلتهما موادا تخدمها في إنتاج لوحات إبداعية.
الصدى الرائع الذي حققته لوحات سالي المبتكرة دفعها لإنتاج المزيد وبأدوات أكثر اختلافا، وبدأت تستغل الطعام مادة لرسوماتها.
وتحكي: "بدأت أفكر في أكثر الأشياء التي يمكن استغلالها ويحبها الجميع، فلم أجد أفضل من الطعام. عندما أذهب إلى أي مكان أكثر شيء أبحث عنه الأكل، فتساءلت لماذا لا أرسم بمكونات أكلة معينة لاستثمر ذلك في تناولها بعد الرسم".
الشابة المختلفة رأت أن من الأفضل استغلال أنواع الطعام الذي لا تحب تناوله موادا لرسمها، في محاولة لتقريبه إلى قلبها، مثل العسل الذي لم تتناوله قبل رسمه لوحات باسمها.
من هنا جاء انطلاق سالي في دمج الرسم والأكل، واستغلت كل ما يقع تحت يدها ويصلح للأكل في إنتاج لوحاتها، مثل المربى والعسل وعجينة الكرب والكاندي والرمان والكشري المصري والكفتة والرز والكنافة والزبيب والملح وغيرها.
سالي ليست فقط رسامة بارعة تستخدم ريشتها لإنتاج لوحاتها، هي أيضا خطاطة مميزة وتدمج ذلك في بعض رسوماتها، في محاولة لإظهار مدى تميز المصريين وإبداعهم في تحويل كل شيء بسيط إلى فن.
الشابة الطموحة أنتجت عشرات اللوحات المختلفة باستخدام ملعقة وخلة فقط، ضاربة أروع الأمثلة في استغلال أبسط الأدوات لمنتجات غاية في الإبداع والتميز.
تطمح الفتاة المصرية في نشر الفن بين الجميع من خلال إنشاء أكاديمية خاصة بالرسم لتنمية مواهب الشباب والأطفال خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة ومتلازمة داون، فضلا عن الاشتراك في معارض مختلفة لا ترتكز على الرسم بالطرق التقليدية لكن بالمأكولات.
أصعب ما تواجهه سالي هو إيجاد فكرة مميزة ترسمها، كون أغلب لوحاتها مستوحاة من المواقف والأحداث الأخيرة.
أيضا لجأت الفتاة إلى مشاهدة الأفلام ووظفت بعض "الكوميكس" في رسوماتها، فضلا عن إنتاج بعض الرسومات لفنانين تحبهم.
وتحكي: "أغلب الرسومات أستوحيها من حبي لفنان معين، أو شعوري بأن أكلة ما تليق على فنان معين، ومن كوميكس رائج في في مناسبة مثلا، أو من حالات الوفاة لنجوم أحبهم وأرى أنهم قدموا كثيرا من الأعمال الهادفة وغالبا أرسمهم بالعسل الأسود".
كما ركزت سالي على رسم الشخصيات المتقابلة، لذا تجد من بين أعمالها لوحات تجمع بين الفنان الكبير أحمد زكي ونجله هيثم، والفنان الراحل فؤاد المهندس وزوجته سابقا شويكار وغيرهم آخرين.
أيضا من ضمن رسوماتها التي ارتبطت بأحداث وقتية:
وهذه بعض من إبداعات الشابة:
هذه بعض لوحاتها في البدايات وقبل الانخراط في لوحات الأطعمة: