وثيقة: أردوغان أمر بملاحقة محققين فضحوا نشاط "فيلق القدس" في تركيا
الحكومة أرادت تحديد هوية كل عضو من أعضاء الطاقم الأمني والقضائي الذين شاركوا في التحقيقات بشأن فيلق القدس
كشفت وثيقة استخباراتية سرية تركية عن ملاحقة حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان لفريق أمني وقضائي شارك في تحقيقات أجريت بشأن نشاط "فيلق القدس" ذراع العمليات الخارجية التابع لمليشيا الحرس الثوري الإيراني في البلاد.
وقال موقع "نورديك مونيتور" السويدي إن الوثيقة التي يعود تاريخها إلى 2 مارس/آذار عام 2017، وموقعة من مصطفى أولوهان بيسال نائب مدير فرع الاستخبارات بالمديرية العامة للأمن التركي، توضح أن الحكومة أرادت تحديد هوية كل عضو من أعضاء الطاقم الأمني والقضائي الذين شاركوا في التحقيقات بشأن نشاط فيلق القدس في تركيا في الفترة من 1 يناير/كانون الثاني 2007 حتى 21 ديسمبر/كانون الأول عام 2013.
- موقع سويدي يكشف تورط نظام أردوغان في مقتل ضابط استخبارات تركي
- موقع سويدي عن محاكمات الانقلاب في تركيا: أدلة مزيفة
وأشار "نورديك مونيتور" إلى أن كثيرا من المحققين بدائرة الشرطة وأعضاء السلطة القضائية سجنوا بالفعل بسبب فتح تحقيق سري بشأن نشاط فيلق القدس، في ملف القضية الذي أطلق عليه "جيش السلام والتوحيد والقدس"، المدرج كمنظمة إرهابية في تركيا.
إذ كشف التحقيق عن العلاقات السرية بين أردوغان ومليشيا الحرس الثوري الإيراني، وكيف عمل جهاز الاستخبارات التركي (MIT)، الذي يديره هاكان فيدان وثيق الصلة بنظام طهران معها.
ولفت الموقع السويدي إلى أن تحقيق النيابة العامة في إسطنبول الذي بدأ عام 2010 طمسه أردوغان في يناير/كانون الثاني من عام 2014، وتم استبعاد المدعي العام الرئيسي عدنان شيمن من القضية في 25 فبراير/شباط عام 2014، ثم أقيل لاحقا بسبب كشفه مسؤولين حكوميين على صلة بفيلق القدس.
واحتجز شيمن في 18 فبراير/شباط عام 2017، ثم سجن لاحقًا بسبب التحقيق بشأن شبكة الحرس الثوري الإيراني.
وقبل شيمن، كان هناك آدم أوزكان الذي كان مشاركًا في التحقيق بشأن نشاط الحرس الثوري الإيراني، وفُصل أيضًا من العمل وسجن لاحقًا في تهم غامضة.
ودافع المدعيان العامان في أقوالهما عن التحقيق، مؤكدين أن وكلاء فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني كانوا يمولون ويسلحون مجموعة "السلام والتوحيد" الإرهابية في تركيا.
وعلاوة على ذلك، تدرج الوثيقة الاستخباراتية جميع الأشخاص من أصحاب الجنسيات الإيرانية والتركية الذين تم تحديدهم كوكلاء لفيلق القدس ومعاونين في تركيا خلال التحقيقات التي استمرت سنوات طويلة.
وقضى بعض المدرجين على القائمة فترة عقوبة بالسجون التركية في الماضي بتهم إرهابية تتعلق بإيران، لكن أعاد فيلق القدس تنشيطهم بعد إطلاق سراحهم في إطار قانون للعفو اعتمدته حكومة أردوغان.
وفي وقت لاحق تبين أن بعض تلك العناصر متورطون في مراقبة سفارات وقنصليات الولايات المتحدة وإسرائيل في تركيا، وجمعوا معلومات عن المنشآت العسكرية الخاصة بالناتو، كما تلقوا تدريبات عسكرية في إيران.
وأرسلت الوثيقة الاستخباراتية إلى عرفان فيدان، المدعي العام سيئ السمعة المكلف بمطاردة معارضي الحكومة، لكنه أعد العشرات من لوائح الاتهام المدفوعة سياسيًا دون أدلة قاطعة، من أجل معاقبة خصوم أردوغان ومعارضيه والمنشقين.
وأوضح الصحفي التركي عبدالله بوزكورت، الذي أعد التحقيق المنشور عبر الموقع السويدي، أن أردوغان عقد العزم على معاقبة كل من شارك في التحقيقات بشأن دور فيلق القدس في تركيا.
وقال بوزكورت إنه أطلع على ملف التحقيق ودُهش من الحجم الذي وصلت إليه الأنشطة الإيرانية السرية على الأراضي التركية في عهد حكومة أردوغان.
وأشار إلى أن المحققين قاموا بعمل رائع في كشف شبكة فيلق القدس، وأنهم كانوا جاهزين لتوجيه ضربة قوية لعملياتهم حتى تدخل أردوغان وأقال المدعين العامين ومحققي الشرطة في القضية.
aXA6IDMuMTQyLjEzMy4yMTAg
جزيرة ام اند امز