جول يخرج عن صمته ويتهم أردوغان بإفساد تركيا سياسيا واقتصاديا
الرئيس التركي السابق يقول لقد تآكلت وغابت الرؤية التي انطلقنا منها في البداية بمرور الوقت
شن الرئيس التركي السابق عبدالله جول هجوما على نظام خلفه، ورفيق دربه السابق رجب طيب أردوغان، على خلفية الأوضاع السياسية والاقتصادية السيئة التي تشهدها البلاد.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها جول خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة "قرار"، الإثنين، لتكون هذه التصريحات هي الأحدث للرئيس السابق بعد فترة طويلة من الصمت لم يعلق فيها على الأحداث التي تشهدها البلاد.
- لانتقاد أردوغان.. حذف صور عبد الله جول من موقع الرئاسة التركية
- انهيار كبير لـ"الثقة" بالاقتصاد التركي
وقال الرئيس السابق في تصريحاته إن "مؤشرات الاقتصاد في تركيا تتدهور بشكل خطير، والمجتمع التركي يستشعر منذ فترة غياب الرؤية في الاقتصاد، و الشفافية"، مشيرًا إلى أن "الدولة تعتمد على سياسات عابرة دون تخطيط".
وشدد على أن "الحكومة الحالية بعيدة عن هذه الرؤية الاستراتيجية الاقتصادية"، مضيفًا "فخلال السنوات الخمس الأخيرة شهدت تركيا تطورات سلبية".
وبيّن أن "هناك تغيرًا جذريًا حدث من خلال شكل الإدارة في تركيا عقب الاستفتاء الدستوري الذي انتقلت بموجبه البلاد من نظام برلماني إلى نظام رئاسي".
وأشار جول إلى أن "التطورات التي شاهدناها في السنوات الأخيرة هزت تركيا بشكل عنيف وأفسدت استقرارها الاقتصادي والسياسي. فإذا كنا لا نزال قادرين على المضي قدما في الوقت الراهن رغم كل شيء فهذا يرجع للتحول الهيكلي الذي حققناه نحن بالاقتصاد خلال السنوات الخمس الأولى من حكم حزب العدالة والتنمية"
وتابع "الإصلاحات التي أجراها العدالة والتنمية في تلك الفترة، وهي العقد الأول من حكمه، جعلت تركيا تمتلك اقتصادًا سليمًا قادرًا على مواجهة الصدمات الداخلية والخارجية".
وزاد قائلا "هذا أمر نتفاخر به في كل مكان، لكن بدأت الإرادة السياسية التي انطلقنا منها في عام 2002 تتراجع بمرور السنوات”.
واستطرد الرئيس السابق قائلًا "لقد تآكلت وغابت الرؤية التي انطلقنا منها في البداية بمرور الوقت، ولاحقا تراجعت الضمانات التي تحمي الملكية الشخصية للمواطنين وتحفظ حقوق الإنسان".
وأفاد أنه "حاليا لم تعد النفقات الحكومية تتسم بالشفافية للأسف، وأصبحت الثقة في المؤشرات والمعطيات الاقتصادية المعلنة محل شك. النفقات الحكومية التي لا تخضع للرقابة بالآليات المختلفة جعلت تركيا دولة لا يمكن الاعتماد عليها ولا يمكن التوقع بالمستقبل"
كما أكد أن "الاستدانة هي أكبر خطر أمام الإدارة الاقتصادية في تركيا"، مضيفًا |لجوء حكومات العدالة والتنمية للاستدانة الداخلية بالعملات الأجنبية لتوفير موارد مالية، سيشكل مشكلة كبيرة مستقبلا”.
وعن رؤيته للخروج من الأزمات الحالية التي تشهدها تركيا، قال جول "لا بد من تبني عقلية سياسية تضمن توسيع نطاق الحريات والحقوق وتحسين البيئة الاستثمارية وتطبيق سياسات تخلق الثقة في البلاد. على أن يكون هذا التبني على المدى القصير".
وتابع "أما فيما يخص المدى البعيد فإنه يتوجب تأسيس دولة قانون ديمقراطية بمعايير عالية انطلاقا من المبادئ الأوروبية المعروفة وخلق اقتصاد السوق الحر الذي يُدار في إطار القواعد المحددة”، على حد قوله.
كما أوضح أن "السياسات الاقتصادية الانضباطية والسليمة والاستراتيجيات الطويلة المدى هي القادرة فقط على خلق مجتمع مرفه وتنمية مستدامة".
وكان آخر تصريح أدلى به الرئيس السابق في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حينما طالب نظام أردوغان بضرورة تحسين علاقاته مع مصر التي قال إنها واحدة من أهم بلدان الوطن العربي والإسلامي.
جدير بالذكر أن تركيا تشهد سلسلة من الأزمات على كافة الأصعدة، ولا سيما الاقتصادية منها، ما أدى إلى تدهور شعبية أردوغان وحزبه، المسؤول الأول عن هذه الأزمات.
ولعل استطلاعات الرأي التي ظهرت مؤخرًا، وتؤكد جميعها وجود تراجع كبير في شعبية الحزب الحاكم.
يأتي هذا التراجع على خلفية سياسات نظام أردوغان التي أدخلت البلاد في نفق مظلم داخليًا وخارجيًا، وتسببت في تراجعها على كافة الأصعدة.
ودفع هذا التراجع أحزاب المعارضة التركية إلى التنبؤ بنهاية حقبة أردوغان والعدالة والتنمية، ومن ثم بدأت تلك الأحزاب اتخاذ كافة الاستعدادات اللازمة تحسبًا لإجراء انتخابات مبكرة في أي وقت، يرون فيها المخرج لما تعانيه من البلاد من أوضاع سيئة.
وردًا على تلك الاستطلاعات لا يجد الحزب الحاكم سوى الخروج بتصريحات يصفها بـ"المضللة"، وذلك حسبما قال حمزة داغ، البرلماني عن حزب، ونائب رئيسه العام، في وقت سابق.
وقال داغ في هذا الصدد "إنهم يجرون استطلاعات مضللة، ويعمدون لخفض أصوات العدالة والتنمية لتحقيق غايات في أنفسهم".
aXA6IDE4LjExNi4xMi43IA== جزيرة ام اند امز