الأرز في خطر.. أصابع المناخ تعبث بأشهر أطباق العالم
يمثل الأرز غذاء للملايين من سكان الأرض، لكنه في خطر نتيجة التغيرات المناخية.
يُوضع طبق الأرز فوق العديد من موائد الطعام حول العالم، خاصة في شرق آسيا، وتذهب الأدلة التاريخية إلى أنّ أقدم دليل أثري على زراعة الأرز، يعود تاريخه إلى 7-5 آلاف سنة قبل الميلاد، من وسط وشرق الصين، وتذهب دراسة إلى أنّ المرة الأولى التي استأنس فيها الإنسان نبات الأرز كان في الصين عند نهر اليانغستي، ثم انتقلت زراعته إلى اليونان القديمة، ومنها إلى دلتا النيل.
واليوم، صار الأرز غذاءً لما يزيد عن 50% من سكان العالم، لكن هذا المحصول لم يسلم أيضًا من التغيرات المناخية. من جانب آخر إنه أحد المزروعات المتسببة في رفع زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
لماذا الأرز غذاء مهم للإنسان؟
يحظى الأرز بشعبية واسعة، ليس فقط لمذاقه الطيب، لكن هناك العديد من المميزات الأخرى، التي تجعل الإنسان متمسكًا به، من ضمنها:
- الكربوهيدرات: الأرز غني بالكربوهيدرات، وهي بمثابة وقود الجسم، التي تمده بالطاقة، ما يساعده على البقاء نشيطًا.
- البروتين: يحتاج الجسم إلى البروتين من أجل بناء وإصلاح الخلايا، ما يعزز عملية النمو، والأرز واحد من مصادر البروتين الجيدة.
- عناصر أخرى: هناك الأرز البني الغني بالألياف والماغنيسيوم وفيتامين ب، وغيرها من العناصر الغذائية الضررورية لجسم الإنسان.
كيف يؤثر التغير المناخي على زراعة الأرز؟
يقف العالم اليوم في مواجهة مرحلة من الاحترار، لم يشهد مثلها من قبل، وامتد الأمر إلى المحاصيل الأساسية التي يتغذى عليها الإنسان، أبرزها الأرز، ووجدت العديد من الدراسات أنّ التغيرات الحاصلة في درجات الحرارة تؤثر على الأرز بشكل ما، إذ تذهب مراجعة منشورة في «فرونتايرز إن ميكروبيولوجي» (Frontiers in Microbiology) في يونيو/حزيران 2022، إلى أنّ الزيادة المستمرة في درجات الحرارة ستتسبب في خفض كمية محصول الأرز العالمي بنسبة تتراوح ما بين 3.4 إلى 10.9% بحلول نهاية القرن الحالي.
الجودة
تتسبب الحرارة المرتفعة في تقليل محتوى النشا من الأميلوز، وهو مكوّن من جزيئات الجلوكوز، ومهم للحفاظ على قوام النشا، من جانب آخر يتأثر محتوى البروتين والأحماض الدهنية في حبوب الأرز، ما يجعل الأرز هشا في أثناء مرحلة المعالجة، وفي النهاية يتأثر مظهره وجودته.
مياه أكثر
تُشير دراسة منشورة في دورية «ساينتفيك ريبورتس» (Scientific Reports) في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2022، إلى أنّ الارتفاع في درجات الحرارة يتسبب في زيادة عملية التبخر، ويحتاج النبات إلى مياه أكثر من أجل النمو، ويفقد عناصر غذائية مهمة.
انتشار الآفات
تتسبب الحرارة المرتفعة في نشر آفات المحاصيل الزراعية، وتتوقع دراسة منشورة في دورية «كارنت أوبينيون إن إنسيكت ساينس» (Current Opinion in Insect Science) في عام 2022، أنّ المناطق المعتدلة ستواجه زيادة في هجمات آفات المحاصيل بدرجة أكبر من المناطق الاستوائية، وستزيد أضرار الآفات على محصول الأرض بمعدل 10 إلى 25% لكل زيادة في درجات الحرارة. والذي بدوره سيؤثر على الإنتاجية النهائية للأرز.
معدل النمو
تُشير دراسة منشورة في دورية «بلس» (Plos) في يونيو/حزيران 2013، إلى أنّ معدل النمو السنوي لمحصول الأرز انخفض من 2.73% في ثمانينيات القرن العشرين إلى 0.88% في عام 2000، ومن أهم العوامل المتسببة في خفض معدل النمو هو التغيرات الحاصلة في المناخ، من جانب آخر وجدت دراسة منشورة في عام 2018 أنّه مع زيادة درجات الحرارة ستقل غلة الأرز بنسبة 40% بحلول نهاية القرن الحالي.
تأثير الأرز على المناخ
من جانب آخر، يؤثر إنتاج الأرز على المناخ عبر إطلاق كميات كبيرة من غاز الميثان إلى الغلاف الجوي، إذ يتسبب الأرز في إطلاق 8% من إجمالي انبعاثات الميثان الناتجة عن الأنشطة البشرية، ما يتسبب في رفع حرارة الكوكب.
يُعد الأرز سلعة استراتيجية في أي مكان بالعالم، ومن المتوقع انتشار المجاعات في حال انخفاض إنتاجية الأرز، والتي يتوقع العلماء انخفاضها بحلول نهاية القرن.