إمارة القراد.. "ليلة استخباراتية" تفضح خونة فلسطين
تصريحات الأمير السعودي، بندر بن سلطان، لقناة العربية عن أزمة قطر، ووصفه نظام الحمدين بـ"حشرة القراد" و"الهامشي" تحولت إلى هاشتاق تصدر الترند أيضا.
أصداء واسعة لتصريحات الأمير بندر بن سلطان، أمين مجلس الأمن الوطني السعودي السابق، حيث تصدر هاشتاق يحمل اسمه ترند الأعلى تغريدا في عدد من الدول من بينها السعودية والإمارات والبحرين والكويت وقطر.
وتحولت تصريحات الأمير السعودي لقناة العربية عن أزمة قطر، ووصفه نظام الحمدين بـ"حشرة القراد" و"الهامشي"، إلى هاشتاق تصدر الترند أيضا .
كما وصف "الجزيرة" القطرية بأنها قناة إيرانية تبث سمومها وأكاذيبها وأحقادها تستهدف منها دول الخليج وقادتها، لكنه فرق بين النظام القطري والشعب، بتأكيد أن الأخير "شقيق وحبيب ومنا وفينا".
وشغل سابقا الأمير بندر بن سلطان منصب رئيس الاستخبارات وسفير المملكة لدى واشنطن لقرابة ربع قرن؛ حيث عبر عن رفضه لتطاول القيادات الفلسطينية على دول الخليج على خلفية توقيع معاهدات سلام مع إسرائيل.
وتستخدم القيادات الفلسطينية مصطلحات التخوين بسهولة، في سنة معتادة في التعامل مع بعضهم البعض، بحسب رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق.
واستعرض الأمير بندر بن سلطان في حديثه موقف المملكة الداعم للقضية الفلسطينية على مدار التاريخ، مشيرا إلى استشهاد 150 جنديا سعوديا خلال مشاركتهم في حرب عام 1948.
وسرد بعض المواقف -كان شاهدا عليها- تكشف تآمر القادة الفلسطينيين أنفسهم على قضيتهم، وعلى بعضهم البعض، بل وعلى أشقائهم العرب.
وبين في هذا الصدد أن زيارة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لبغداد في 1990 (بعد غزو الكويت) كان لها وقع مؤلم على كل شعوب الخليج.
حقائق تربك الأعداء
تصريحات الأمير بندر التي تضمن عرض رؤيته وقراءته لكثير من الأحداث الآنية في ضوء قراءته للتاريخ وحقائقه، قوبلت بأصداء واسعة، مشيدة باللقاء وأهميته.
وتعليقا على اللقاء غرد الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، قائلا: "مقابلة مهمة للأمير بندر بن سلطان في العربية، حلقة أولى من حديث حصيف صريح من شخصية ملّمة ومطلّعة على تفاصيل وخفايا العديد من الأحداث".
وأردف: "نعم، الواقعية والصراحة مطلوبة في منطقة عانت من قلة العمل وكثرة الكلام".
بدوره، قال الأمير السعودي سطام بن خالد آل سعود :"الداهية السياسية والدي الأمير بندر بن سلطان في لقاء العربية وضع النقاط على الحروف، تحدث فأوجز وتكلم بكل وضوح وشفافية عن القضية الفلسطينية وعن دعم السعودية المطلق لها، ووصف فأبدع بالوصف فأعطى دولة قطر حجمها الحقيقي".
في السياق نفسه، قال الأمير السعودي عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز: "ظهور عظيم للداهية الفذ يسر الصديق ويغيظ العدا.. سرد تاريخي أتحدى أي أحد أن يجد فيه معلومة واحدة غير حقيقية.. وضح الملابسات والظروف.. ووضع النقط على الحروف.. وركن الهامشي على الرفوف.. وأسقط على رؤوس تجار القضية كل السقوف".
فيما غرد بدر العساكر مدير المكتب الخاص لولي العهد السعودي، بقوله: "كان حضور الأمير بندر بن سلطان عبر قناة العربية ممتلئا بالحقائق هو كذلك ينمّ عن إدراك سعودي لما نعيشه اليوم، يتحدث عن إيران ومتاجرتها بقضية فلسطين وشعبها، وذاك أمر يثبت النهج الثابت في التعامل من قادة المملكة للقضية".
وتابع في تغريدة أخرى: "الأمير بندر بن سلطان يتحدث عن نهج قادة البلاد منذ المؤسس وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، بأن المواطن السعودي هو الأولوية في كل أمر".
نهج جديد
عدد من الإعلاميين والكتاب قدموا تحليلهم لتصريحات الأمير بندر بن سلطان، معتبرين أنها تعكس نهجا سعوديا جديدا في التعامل مع القيادات الفلسطينية.
وفي هذا الصدد، قالت الكاتبة البحرينية سوسن الشاعر: "لأول مرة السعودية تتخذ نهجا جديدا في التعامل مع القيادات الفلسطينية بالحديث العلني عما قدمته المملكة لهم بشكل خاص وللقضية الفلسطينية بشكل عام على مدى سبعين عاما، وهذا يعني enough is enough (لقد طفح الكيل) لم يعد مقبولا بل مرفوضا نكران الجميل والمراهنة على صمت المملكة".
بدورها علقت الإعلامية الجزائرية حسينة أوشان، المستقيلة من قناة الجزيرة، على اللقاء قائلة :"حديث الأمير بندر بن سلطان كان بمثابة مرآة عاكسة كاشفة للحقائق والتاريخ الذي لطالما يكتب ويروى بنزعة خاضعة لطبيعة وانحياز المؤرخ.. باختصار قال: هذه هي السعودية وهذا ما قدمت. استوقفتني مخاطبته للسعوديين بالدرجة الأولى وكأن في حديثه مواساة لما نالهم من أذى واتهامات بغير حق في الفترة الأخيرة".
وتابعت: "مع أن اللقاء بمثابة توثيق أرشيفي للأحداث يهم جميع العرب المتابعين والأوفياء للحقيقة، حتى إنه يفسر سبب الصمت طيلة السنوات الماضية والاكتفاء بالسند والدعم، توقفت عند ما أميل إلى تسميته بأنه رسائل دبلوماسية إنصافية لدول عربية مثل مصر والأردن ولبنان والكويت والإمارات".
ونبهت إلى استخدام الأمير بندر بن سلطان أسلوب "الحب القاسي" دون الخروج عن دبلوماسيته الوظيفية (بحكم عمله السابق)؛ حيث وصف شخصيات لطالما تم لفها بهالة قدسية وإخراجها من سياق أي انتقاد للقرارات والإنجازات.
في السياق نفسه، قال الكاتب السعودي سلمان الدوسري: "بالأدلة والوقائع بندر بن سلطان تكلم فأسمع.. وضرب فأوجع.. لا تجربوا الرد السعودي…لم يظهر لكم إلا أوله".
من جهته، قارن الكاتب السعودي إبراهيم السليمان، بين حدين الأمير بندر بن سلطان وتأثيره، والبرنامج التي بثته قناة "الجزيرة" تحت اسم المسافة صفر لمهاجمة الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب القطري.
وذكر: "دقت ساعة البرنامج وتسمر الجميع ينتظر حقيقة الحقائق والقطري بينهم يتعرق خوفًا من ذكر كبرى المصائب، لكن الأمير اكتفى بتقريدهم ووضعهم في مكانهم المناسب.. قطر أصغر من جملة في الملفات السعودية.. القراد يبقي قراد".
وتابع: "بدأت الجعيرة (الجزيرة) بإعداد تقريرها منذ شهر ونصف عن المغردين السعوديين واستعانوا بالشقر والصفر وكل لون لإضفاء وزن للتقرير وجاهم كحيلان ونسف كل برامجهم ليكون حديث الساعة والأيام القادمة".
بدوره، وصف الدكتور سلطان الأصقه الكاتب والباحث التاريخي الكويتي اللقاء بأنه "ساخن بكل ما تحمله الكلمة.. انتبه لكلام الأمير: التاريخ يعيد نفسه، والحقائق صعب تجاهلها".
شاهد على العصر
العديد من المغردين أبرزوا عدة لقطات هامة؛ حيث قال المغرد السعودي الشهير بن عويد: "تحدث الكثير من المسؤولين عن القضية الفلسطينية، لكن لم يسبق أن خرج أحدهم وتحدث كما تحدث الأمير بندر بن سلطان كشاهد على العصر؟".
وأضاف: "حديث رائع وسرد أروع وصادق ووضع النقاط فعلا على الحروف.. فلسطين لم يخنها سوى القيادات الفلسطينية ولم يضرها أكثر منهم".
بدوره، قال الشاعر السعودي عبداللطيف بن عبدالله آل الشيخ: "عندما يصف الكبار الصغار جداً جداً جداً.. دولة القراد".
في السياق نفسه، أكد المغرد الإماراتي جمال الجابري أن رئيس الاستخبارات السعودية سابقاً "لخّص حجم قطر بأن القراد يبقى قراد والجمل يبقى جمل كلمه للتاريخ".
من جهته، قال المغرد الكويتي عبدالله محمد الملا: "بندر بن سلطان: بعد غزو الكويت ياسر عرفات ذهب لصدام حسين في بغداد ويهنئه ويقبله.. مشهد من مشاهد خذلان القيادة الفلسطينية للخليج".
aXA6IDMuMTQ4LjEwOC4yMDEg جزيرة ام اند امز