هل يفعلها نجاد؟.. قيد واحد أمام المرشح الأوفر حظا لرئاسة إيران
تكهنت مجلة ذي "إيكونوميست" البريطانية حول احتمالية خوض الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وتساءلت المجلة الأسبوعية في تقرير ضمن عددها الجديد، عن إمكانية سماح المرشد الإيراني علي خامنئي لنجاد بالترشح لانتخابات الرئاسة المزمعة إقامتها في 18 يونيو/ حزيران 2021.
وقالت "ذي إيكونوميست"، إنه مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية يفكر أحمدي نجاد الأوفر حظا في الترشح، لكن المحافظين قد يقفون في طريقه بسبب عدم ثقتهم به، غير أن نجاد يبقى قادرا في نظرهم على لملمة الأوضاع الداخلية.
- نجاد يتهم استخبارات إيران بالتجسس على منزله.. ما السبب؟
- خطاب نجاد لبوتين.. تلميح بالترشح للرئاسة وهجوم على خامنئي
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الرئيس الإيراني الأسبق لديه فرصة كبيرة للفوز بالانتخابات الرئاسية، شريطة أن يسمح له المحافظون بالترشح، وفق التقرير.
ونقلت المجلة البريطانية عن صادق زيبا كلام، أستاذ العلوم السياسية في إيران، قوله إن محمود أحمدي نجاد لديه شعبية كبيرة للغاية، لاسيما بين الإيرانيين ذوي التعليم والدخل المنخفض".
واعتبر التقرير أن أحمدي نجاد الذي يطلق عليه خصومه في إيران "الطفل الوقح" أي الذي لايمكن ترويضه، لايزال حريصا على ملء الفراغ حال ظهور أزمات داخلية.
وأوضح سعيد جولكار، محلل الشؤون الإيرانية المقيم في الولايات المتحدة، أن نجاد سواء وافق خامنئي أو رفض ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة يحاول أن يرتبط بمرحلة الأزمة، ولعب دورا في سد الفجوة.
يعتقد الكثيرون داخل إيران أنه (نجاد) سيستمر في التأثير على الساحة السياسية في البلاد، وربما يرى التيار المحافظ في ترشيحه وسيلة لزيادة المشاركة في وقت يسود الإحباط لدى الناخبين على نطاق واسع من الوضع الراهن.
مع تدهور علاقات أحمدي نجاد مع المحافظين، يبدو أن عداءه للولايات المتحدة قد تضاءل بعدما أجرى مقابلة مؤخرا مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية التي يتخذ العديد من ضيوفها موقفا متشددا ضد إيران.
وقال أحمدي نجاد في مقابلة، يناير/ كانون الثاني الماضي: "لقد أرسلت رسالة إلى الرئيس جو بايدن"، دون أن يتطرق لنص الرسالة لكن الخطوة تظهر أنه منفتح أيضا على المحادثات مع الرئيس الأمريكي الجديد.
وكان نجاد قد دعا حكومة طهران قبل عامين إلى التفاوض مع دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق الذي انسحب من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018.
ولفت تقرير المجلة البريطانية إلى أن أحمدي نجاد ينشر تغريدات على موقع "تويتر" تتضمن ملاحظات إلى النجمة السينمائية الأمريكية أنجلينا جولي، ويقتبس كلمات من أغاني مطرب الراب الأمريكي الراحل توباك شاكور.
وفسر زيبا كلام، المحلل السياسي المقيم في طهران، هذا الأمر بأن أحمدي نجاد يدرك جيدا أن غالبية الإيرانيين قد انخرطوا بشكل كاف في معاداة أمريكا ويريدون الدخول في صفقة معها بالوقت الحالي.
وأكد زيبا كلام أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لديه الشجاعة بما يكفي للقيام بذلك، وهو على عكس خليفته الحالي حسن روحاني لا يخشى غضب كبار المسؤولين الإيرانيين.
الجدير بالذكر أن محمود أحمدي نجاد يعد الرئيس الوحيد والأول من غير رجال الدين في إيران منذ عام 1981 الذي فاز بدورتين رئاسيتين مثيريتين للجدل بين أعوام 2005 إلى 2013.
وعارض المرشد علي خامنئي ترشح نجاد في الانتخابات الرئاسية عام 2017، بدعوى أنه أمر يتعارض مع مصلحة البلاد.
لكن نجاد أصر حينها على خوض الانتخابات الرئاسية قبل أن يرفض مجلس صيانة الدستور ترشيحه، وهو المجلس الذي يمنح الأهلية للمترشحين ويخضع لسيطرة خامنئي.
وازدادت الأنشطة السياسية والإعلامية لأحمدي نجاد، قبل فترة من الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في 18 يونيو/ حزيران 2021.
وعزا بعض المراقبين التصعيد في لهجة وأنشطة نجاد خلال الأسابيع والأشهر الأخيرة إلى نيته الترشح للانتخابات الرئاسية بدورتها الـ 13 في العام الجاري.
aXA6IDMuMTQwLjE5Ni41IA== جزيرة ام اند امز