محللون ومختصون فلسطينيون، يؤكدون أن تقرير إسرائيل حول حرب غزة، خالف التوقعات، بانتقاده المستوى السياسي دون العسكري.
يرى محللون ومختصون فلسطينيون، أن تقرير مراقب الدولة الإسرائيلي حول الحرب الأخيرة التي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة صيف عام 2014، جاء مخالفا للتوقعات التي كانت تشير لعاصفة من الانتقادات تهز المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل، ولكنه جاء دون أي خطورة تذكر على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامبن نتنياهو الذي استبق صدوره بتوجيه الاتهامات لخصومه الآخرين.
وأكدوا أن ما جاء في التقرير من اتهامات للمستوى السياسي وتبرئة للعسكري، سيكون بمثابة سجال عنيف بين ساسة وعسكر إسرائيل ستكون وسائل الإعلام ساحته، في خطوة منهم لشغل الرأي العام الإسرائيلي، مؤكدين في الوقت ذاته أن التقرير لم يقدم ثغرات أمنية خطيرة تهدد مستقبل نتنياهو، الذي سيتضرر فقط من كون التقرير سيكون بمثابة عصا سيتم تهديده بها من قبل شركائه ومعارضيه على حد سواء.
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية، الجمعة، مقتطفات من مسودة تقرير حرب غزة النهائية، والتي ستعلن رسمياً، الشهر المقبل، كشفت من خلالها إدانة صريحة للمستوى السياسي ممثلاً بنتنياهو، ووزير جيشه يعلون، بسبب تجاهلهما لخطر أنفاق غزة، وعدم إطلاع المجلس الأمني المصغر على التحذيرات التي تلقوها من الأجهزة الأمنية المختصة، في الوقت الذي سارع فيه مكتب نتنياهو لتكذيب ما جاء في التقرير لحفظ ماء وجه رئيس الحكومة الإسرائيلية.
وخفف التقرير الذي صنف بأنه "سري للغاية" من حدة انتقاده لقائد أركان الجيش والأجهزة الاستخبارتية، كونهم قدموا معلومات تفصيلية حول خطورة الأنفاق لكن المستوى السياسي لم يأخذ بها، كما أنه لم يقم بشيء للحفاظ على استعداد الجيش لمواجهة هكذا تهديد كي يستعد لبلورة نظرية قتالية لمواجهة ذلك، حسب التقرير.
- هل تسعى إسرائيل لتنسيق أمني مع غزة عبر بوابة الصيد؟
- محللون لـ"العين" عن تصريحات ليبرمان حول احتلال غزة: جهل عسكري وسياسي
وقال الباحث في العلوم السياسية، عمر حلمي الغول، إن هذا التقرير جاء مخالفا للتوقعات، ولن يؤثر كثيراً على حكومة نتنياهو، كونه لم يتطرق صراحة لثغرات إضافية ذات وزن أمني تهز نتنياهو، وركزت على خطر الأنفاق المعروف سلفاً.
وأضاف، في تصريحاته لبوابة "العين"، أن التقرير المذكور سيكون "عصا" بيد شركائه في الحكومة والمعارضة على حد سواء؛ لأن الجميع يتربص بنتنياهو ولكن التقرير وحده لن يكون عنواناً لهز مكانة زعيم الليكود إلا إذا برزت قضايا أخرى تمس مكانة نتنياهو وحكومته.
ولم يستبعد " الغول" أن يقدم نتنياهو على جر شن حرب سواء على غزة أو لبنان، للتغطية على تداعيات هذا التقرير، حيث قال إن هناك سيناريوهات جاهزة لشن حرب على غزة، وليست بعيدة عن التنفيذ ولكن ما يؤخرها أي تطورات قد تحدث في أي وقت.
واتفق أستاذ الجغرافيا السياسية، الدكتور خاد العيلة، مع ما ذهب إليه "الغول" في تأثير التقرير على حكومة نتنياهو، ومخالفته للتوقعات، لكنه أكد أن المستقبل السياسي لرئيس الحكومة الإسرائيلية انتهى عمليا بعد جملة من الإخفاقات التي صاحبت ولايته.
وأشار، في تصريحاته لبوابة "العين"، إلى أن نتنياهو استبق التقرير منذ أشهر ووجه أصابع الاتهام لوزير جيشه يعلون، وقائد الجيش، وذلك في خطوة منه لتبرئة نفسه من أي تهم قد توجه له، وهو الأمر الذي سيكشفه أمام الجمهور الإسرائيلي.
وأكد "العيلة" أن الجميع لن يتفاجأ من أي عمل أحمق قد يقدم عليه نتنياهو كشن حرب على غزة، أو لبنان، من أجل إنقاذ مستقبله السياسي، وتغطية الاتهامات التي وجهت له في تقرير حرب غزة.
aXA6IDE4LjExNy4xNTguMTI0IA== جزيرة ام اند امز