المسؤول المالي للقذافي يقر بتمويل حملة ساركوزي
تحقيق أجرته محطة فرنسية شمل 3 مسؤولين ليبيين سابقين شمل بشير صالح الذي اعترف بتمويل حملة ساركوزي دون علمه أن الكاميرات تصوره.
اعترف بشير صالح، المسؤول المالي السابق للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، و2 من المسؤولين الليبيين السابقين، بأن القذافي قام بالفعل بتمويل الحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي السابق عام 2007.
وورطت محطة فرنسية بشير صالح في هذا الاعتراف، بعد أن أكد أمام الكاميرات أنه لم يعلم شيئا عن التمويل الليبي لحملة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، إلا أنه عاد مرة أخرى وأكد أن التمويل تم دون معرفة أن الكاميرا تصوره.
وجاءت تصريحات بشير صالح خلال تحقيق استقصائي مصور أجراه الصحفي الفرنسي، نيكولا فيزكوفاشي، تحت عنوان "قضية ساركوزي ــ القذافي.. شبهات الملايين" بث مساء الثلاثاء، على القناة الفرنسية الثانية "فرانس 2".
وجمع الصحفي الفرنسي، خلال التحقيق الاستقصائي، شهادات 3 رجال مقربين من القذافي كشهود عيان على الوقائع، وتحدثوا للمرة الأولى لعدسات الكاميرات، ورووا وقائع القضية، وهم المترجم الرسمي للقذافي، مفتاح ميسوري، وأحد رجال الأمن للقذافي طاهر داهش، وبشير صالح، الذي يعيش في منفى بمدينة جوهانسبرج في جنوب أفريقيا.
وذكرت محطة "بي إف إم" الفرنسية أن "صالح عندما كان يتكلم أمام الكاميرا في البداية صرح بأنه ليس لديه أي معلومات حول مبالغ مالية دفعت إلى ساركوزي، ولكن لما سئل مرة ثانية عن الموضوع نفسه من قبل الصحفي، من دون أن يدرك أن الكاميرا كانت تصوره قال العكس".
وحول احتمال دفع أموال سرا لساركوزي قال الصحفي الفرنسي، نيكولا فيزكوفاشي، لـ"صالح": "أنت هنا قلت لي للتو إن ذلك قد حصل"، فرد صالح، في المقابلة التي أجريت في سبتمبر 2017: "نعم هذا صحيح.. ولكن مع من؟ معي أنا؟ لم أكن وسيطاً ولا أعرف شيئاً عن تلك الصفقة".
وأضاف: "لقد كانت للقذافي ميزانية خاصة للأشخاص الذين يريد أن يدعمهم"، دون أن يوضح لمن كانت توزع، مقدرا هذه الميزانية بنحو 350 مليون يورو.
ويعد بشير صالح أحد الشهود الرئيسيين في ملف ساركوزي ويعيش حاليا في جنوب أفريقيا وهو يرفض حتى الآن الرد على أسئلة المحققين في فرنسا بشأن القضية، كما تعرض لمحاولة اغتيال في فبراير/شباط الماضي.
وعلق إريك موتيه، محامي بشير صالح على المقابلة بالقول: "أنا حذر جدا إزاء كيفية إعداد هذه المقابلة التي لم أكن حاضرا أثناء إجرائها والتي تمت بكاميرا خفية".
من جانبه، قال ميسوري، في شهادته، خلال اللقاء، إن "تمويل القذافي لساركوزي حقيقة خالصة".
وأوضح أن "القذافي استقبل ساركوزي حين كان وزيرا للداخلية آنذاك، في خيمته في طرابلس بتاريخ 6 أكتوبر 2005، وأبلغه ساركوزي حينها بنيته للترشح للرئاسة، ووافق القذافي على دعمه ماليا مقابل التدخل في إغلاق ملف قضية عبدالله السنوسي صهر القذافي والمدير السابق للمخابرات الليبية".
وكان السنوسي حكم عليه بالسجن غيابيا مدى الحياة لضلوعه في حادث تفجير الطائرة "أوتا" الفرنسية عام 1989 الذي راح ضحيته 170 شخصا.
وفي سياق متصل، أكد طاهر داهش، المسؤول عن اللجان الثورية العالمية المختصة بالدعاية والأمن في عهد القذافي لمدة 30 عاما، أن "النظام قام بتمويل حملة ساركوزي"، مشيرا إلى أنه كان "مسؤولا عن استضافة هؤلاء الوسطاء".
وكان موقع "ميديا بارت" الفرنسي كشف عام 2012 عن أن القذافي قدم تمويلا لساركوزي بقيمة 50 مليون يورو عبر وسطاء، وفتحت السلطات الفرنسية تحقيقات في مارس/آذار الماضي، ووضع ساركوزي قيد التحقيق مواجها لائحة اتهامات "الفساد" والتمويل غير المشروع للحملة الانتخابية، وإخفاء الأموال العامة الليبية.