عضو منظمة الحساسية العالمية لـ«العين الإخبارية»: متحور كورونا JN.1 يغزو العالم (حوار)
منذ نحو 4 سنوات والعالم يعيش في "كابوس كورونا"، الذي ما يلبث أن يهدأ حتى يهاجم البشرية من جديد بمتحورات بعضها كان أكثر ضراوة من النسخة الأصلية.
ومنذ أغسطس/آب 2023 ومتحور "JN.1" من فيروس "كوفيد-19" يجتاح العالم، مسببا حالة من المخاوف والتكهنات بشأن إمكانية تزايد عدد الإصابات والوفيات.
"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة عضو منظمة الحساسية العالمية، عن أسباب الانتشار السريع لمتحور "JN.1"، وما يميزه عن السلالات السابقة، والأعراض المستجدة، وكيفية الوقاية.
وإلى نص الحوار:
ما هو متحور كورونا الجديد JN.1؟
من التشريح الدقيق لتركيبة المتحور الجديد لفيروس كورونا JN.1 يتبين أنه لا يتمتع بسمات الفتك أو الضراوة، ومن دراسة الطفرات التي حدثت به يتبين أنه شديد العدوى وقادر على الانتشار، إذ وصل لنحو 50 دولة في الأسابيع الأخيرة.
أيضا متحور JN.1 أكثر قدرة على تجاوز الدفاعات المناعية للبشر بصورة أعلى من المتحورات السابقة لفيروس كورونا.
ورغم ذلك لا يوجد دليل على أن متحور JN.1 يسبب مرضا أكثر خطورة، إذ لا يسبب زيادة كبيرة في الحاجة لمراجعة المستشفيات أو غرف الطوارئ أو الاحتجاز فى المستشفيات أو غرف العناية المركزة، كما أنه لا يسبب زيادة في عدد الوفيات.
كذلك لم تصنفه منظمة الصحة العالمية على أنه متغير مثير للقلق، ولا يوجد احتمال لزيادة الخطورة أو انخفاض فعالية اللقاحات المتوافرة ضد "كوفيد-19".
بماذا يتميز JN.1 عن السلالات السابقة؟
في الوقت الحالي، لا يوجد ما يشير إلى أن JN.1 أكثر خطورة من السلالات الفيروسية الأخرى، على الرغم من أنه قد يسبب زيادة في انتقال العدوى.
لكن هناك ترقب في العالم بعد الارتفاع الكبير في حالات الإصابة، وإن كان هذا الارتفاع حدث في موسم العطلات والسفر والتجمعات المزدحم.
هل المتحور بيرولا «BA.2.86» هو ذاته JN.1؟
المتحور بيرولا لديه طفرات مستجدة سهلت زيادة قابلية ارتباط شوكة الفيروس البروتينية مع المستقبلات التي تعلو الخلايا البشرية.
أيضا هذه الطفرات حسنت من قدرات المتحور على المراوغة المناعية والتخفي من الجهاز المناعي للإنسان، فضلا عن منحه خاصية النمو السريع.
لكن لحسن الحظ لم يكتسب المتحور أي ضراوة أو تغييرات في شدة العدوى أو شراسة في التسبب بمضاعفات، مع العلم أن معدلات انتشار المتحور بيرولا بدأت تتضاءل لحساب المتحور JN.1.
وحتى لو كان المتحور بيرولا أكثر كفاءة في إصابة البشر في الجزء السفلي من الرئة، واستخدامه غشاء البلازما، بدلا من طريق الجسيم الداخلي واختراق غشاء الخلية، لا يعنى تمتع المتحور JN.1 بذلك.
ماذا عن أعراض المتحور JN.1 من كورونا؟
الأعراض الأولية هي نفسها الموجودة في المتغيرات السابقة، وتشمل:
- التهاب أو حكة في الحلق
- التعب
- الصداع
- الاحتقان
- السعال
- الحمى
- الإسهال
هل لا تزال اللقاحات فعالة في الوقاية من متحور كورونا الجديد؟
لا تزال اللقاحات فعالة إلى حد ما، ويتمثل تأثيرها كالتالي:
- على مستوى الفرد المصاب: لا تمنع العدوى ولكن تمنع تطور العدوى للمضاعفات، وتقلل من حدة العدوى.
- على مستوى المجتمع: تعزز مناعة المجتمع (مناعة القطيع).
- على مستوى الفيروس: تقلل من نشأة المتحورات.
هل هناك تدابير وقائية إضافية يجب علينا اتخاذها للحماية من المتحور الجديد؟
للوقاية من متحورات فيروس كورونا يجب اتباع التالي:
- عدم خروج المصابين من المنزل وارتداء الكمامة في حالة الاحتياج للخروج.
- استخدام الكمامة في كل مكان به تجمعات أو وسائل المواصلات أو قاعات الحفلات، وتغطية الفم والأنف بثني المرفق أو بمنديل ورقي عند العطس أو السعال.
- غسل اليدين بشكل متكرر، مع تطهيرهما بالماء والصابون أو المطهرات الطبية.
- الامتناع عن المصافحات أو العناق أو القبلات، كون الأخيرة تحديدا يمكنها أن تنقل متحورات فيروس كورونا.
- تهوية الغرف بفتح النوافذ والأبواب 3 مرات يومياً، وتجنّب الأماكن المكتظة.
- النوم مبكراً على ألا تقل المدة عن 8 ساعات وعدم السهر لتقوية المناعة.
- الحصول على حصة يومية (15 دقيقة) من أشعة الشمس، ولتكن قبل الظهر أو بعد العصر.
- ممارسة الرياضة، كونها تعزز المناعة وتوفر المزيد من الأكسجين والتغذية للمخ، وإن تعذر ذلك فالمشي من أفضل أنواع الرياضة، مع العلم أن هناك علاقة بين عدد خطوات المشى والوقاية من أمراض العصر.
- تطعيم الإنفلونزا الرباعي، خاصة المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة والحوامل والأطقم الطبية، مع العلم أن تطعيم الإنفلونزا يغير مسار كورونا.
- تطعيم المسنين وذوي الأمراض المزمنة بلقاح كورونا، خاصة الجرعات التعزيزية.
- تنظيم أي تجمعات في الأماكن المفتوحة جيدة التهوية.
- تنظيف وتطهير الأشياء والأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر، مع المداومة على تطهير دور العبادة.
هل هناك توصيات خاصة بشأن السفر والتجمعات الاجتماعية في ضوء المتحور الجديد؟
حتى الآن لا توجد توصيات بالحد من السفر، لكن التوصيات ما زالت قائمة بخصوص التجمعات والمناطق المزدحمة حيث يراعى عند تنظيمها ما يلي:
- أن تكون في أماكن مفتوحة
- الالتزام بالتباعد الجسدي
- التهوية الجيدة
- التنظيف المستمر
- التطهير المستمر للأسطح
- ارتداء الكمامة في كل مكان مغلق أو مزدحم
هل من الممكن عودة الوباء للوضع الكارثي السابق؟
لا، لأسباب:
- المتحورات الجديدة أقل في الضراوة والفتك.
- المناعة المجتمعية صارت أفضل بسبب المناعة المكتسبة من العدوى بالمتحورات السابقة أو التطعيمات ضد كورونا أو كليهما.
هل هناك أي توقعات بشأن انتشار المتحور الجديد وتأثيره على الجهود العالمية لمكافحة الوباء؟
لا يشكل المتحور أي مخاطر حتى الآن، ويمكن اعتباره كنزلة برد سريعة الانتشار.
aXA6IDE4LjExNy43MC42NCA= جزيرة ام اند امز