خبراء موريتانيون: إغلاق مؤسسات الإخوان بداية لقطع تمويل قطر للإرهاب
الخبراء أكدوا أن استعانة التنظيم بالتمويلات المشبوهة لتمويل أجنداته الداخلية تمثل أكبر خطر على أمن موريتانيا واستقرارها.
أشاد خبراء ومحللون موريتانيون بخطوة السلطات الأمنية الأخيرة المتمثلة في غلق مؤسستين جديدتين يديرهما تنظيم الإخوان الإرهابي، معتبرين أن التحرك الجديد يزيد من حالة الضغط على التنظيم الذي يشهد العديد من الصراعات الداخلية والانشقاقات.
وأوضح الخبراء -خلال تصريحات لـ"العين الإخبارية"- أن استعانة التنظيم بالتمويلات المشبوهة لتمويل أجنداته الداخلية تمثل أكبر خطر على أمن موريتانيا واستقرارها، محذرين من استغلال التنظيم للنشاط الخيري لتمويل أنشطة مشبوهة.
- الصراعات الداخلية تضرب "إخوان موريتانيا" قبل انتخابات الرئاسة
- موريتانيا تغلق مؤسستين إخوانيتين لـ"شبهة في التمويل"
خطوات استباقية
أغلقت السلطات الموريتانية، الأربعاء، مقرين لمؤسستين إخوانيتين بالعاصمة نواكشوط، على خلفية وجود "شبهات فيما يتعلق بالتمويل، وأوجه الصرف".
وداهمت الشرطة الموريتانية كلا من مؤسسة "الخير للتنمية"، وفرع "الندوة العالمية للشباب الإسلامي"، الإخوانيتين، وعمدت إلى إغلاق المقرين وسحب ترخيصهما، وفق مصدر أمني لـ"العين الإخبارية".
ويأتي إغلاق المؤسستين في إطار الحملة التي دشنتها الحكومة الموريتانية ضد مؤسسات الإخوان الإرهابية منذ سبتمبر/أيلول الماضي، على خلفية وجود "شبهات فيما يتعلق بالتمويل وأوجه الصرف"، بحسب الناطق باسم الحكومة حينها محمد الأمين ولد الشيخ.
ضغط يؤدي إلى الانهيار
المحلل السياسي الموريتاني والخبير في الشؤون الأمنية محمد فاضل، قال في تصريح لـ"العين الإخبارية": "إن خطوة غلق المؤسستين التابعتين للإخوان تأتي في سياق عمل (متدرج ومدروس) يستهدف المؤسسات التي تمثل نافذة لتهريب التمويلات الخارجية (المشبوهة) للجماعة في الداخل".
وأوضح فاضل أن من شأن استمرار حملة القضاء على مصادر تمويل "الإخوان" زيادة الضغط على حزبهم (تواصل)، الذي يعتمد فقط على استخدام هذه التمويلات الخارجية المشبوهة في الحفاظ على تماسكه.
وأشار الخبير الموريتاني إلى أن تأثيرات العملية بدأت تظهر من خلال "تهاوي" أركان هذا الحزب، وتفاقم حدة الصراعات بين قياداته، مؤكدا أن استمرار هذا "الضغط المالي" ضد الحركة سيقود إلى انهيارها سريعا.
وأوضح فاضل أن العملية تأتي في سياق جهود بدأت قبل أشهر لتجفيف منابع التمويل السياسي لحزب "إخوان" موريتانيا الذي يستعين بهذه الأموال في حملاته الانتخابية.
وبين أن السلطات العمومية عاقدة العزم على وقف استخدام "الأنشطة الخيرية"، لزيادة نفوذ الجماعات ذات الأجندات الأمنية الخطيرة على استقرار البلد، (في إشارة إلى تنظيم الإخوان) على حد وصفه.
واعتبر أنه من "المريب" أن يكون أغلب هذه "الجمعيات" تدار وتسير من طرف قادة بارزين في حزب "إخوان" موريتانيا، معتبرا أن هذا يتنافى مع العمل السياسي الطبيعي، مستنتجا أن هذا السلوك يدخل في إطار استغلال الجماعة للدين لتحقيق مصالحها الدنيوية المحضة.
تجفيف منابع الإرهاب وتمويل قطر
الكاتب الصحفي والمدون الموريتاني صلاح الدين نافع ثمن خطوة السلطات الأخيرة ضد الإخوان، مؤكدا في تدوينة عبر حسابه على "فيسبوك" أن من شأنها "استئصال جذور التطرف والإرهاب قبل استفحالها وخروجها عن السيطرة"، مشيرا إلى أن "التنظيم بدأ يهتز من الداخل".
وبين نافع في تدوينة أخرى تعليقا على غلق السلطات الموريتانية للمؤسستين الإخوانيتين أن ما يتم جمعه في الخارج من أموال من طرف الإخوان باسم المحتاجين والفقراء "يذهب إلى سبيل الإخوان وحزبهم".
وأكد أن جماعة الإخوان "يمتهنون مآسي الناس لنفخ البطون ويتسولون باسمهم، فيما تذهب معظم تلك الأموال في أدراج أجندات خطيرة تهدد الاستقرار والسلم الأهلي".
أما الكاتب الموريتاني والناشط السياسي حمادة محمد الأمين فأشار إلى أن غلق السلطات الموريتانية مؤسسات التنظيم يعد "خطوة جيدة لتجفيف منابع الحركة التي تعتمد على أموال العمل الخيري لتمرير أفكاره المتطرفة ولزيادة عدد الأتباع".
- مفكرون وقادة رأي في ندوة بموريتانيا: السرية والاغتيالات منهج الإخوان
- ليلة حصار إرهاب الإخوان.. تونس تقاطعهم وموريتانيا تجفف منابعهم
وسلط الناشط السياسي محمد الأمين الضوء على الدعم القطري لتمرير تمويلات بملايين الدولارات نحو الجماعة، مبينا أن هذه الأموال يتم "تبييضها" من خلال صرفها في تمويل محلات تجارية وجامعات ومراكز ثقافية ومدنية يديرها عناصر الجماعة لتمرير أجنداتهم الخطيرة.
وحذر الأمين من خطورة هذه الجماعة، معتبرا أنه من غير المستغرب -في حالة التغاضي عنها- أن يصبح لديها تنظيم أمني تصرف عليه من خلال هذه الأموال.
وجاء إغلاق المؤسستين الجديدتين بعد أقل من شهر على تشريع الحكومة لقانون مكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال الذي يستهدف تعزيز منظومة محاربة الإرهاب عبر سد منافذ التمويل إلى جانب الآليات العسكرية والأمنية.
وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز قد أكد أن بلاده وقفت بحزم في وجه من وصفهم بـ"المتاجرين بالدين الذين يستغلون الإسلام سياسيا لأغراض شخصية مشبوهة"، في إشارة إلى الحملة التي شنتها السلطات ضد تنظيم الإخوان الإرهابي.