صدق أو لا تصدق.. ضعف الذاكرة يقوي المخ
النسيان قد يكون نعمة للتخلص من أشياء تثقل المخ، والتركيز على معلومات جديدة أو استخدام معلومات قديمة في الوقت الحالي.
كشف باحثون بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، أن النسيان في كثير من الحالات قد يحسن الذاكرة والقدرة على التعلم على المدى الطويل.
وبينما يرتبط نسيان أنواع معينة من المعلومات بالشيخوخة وفقدان الذاكرة والخرف، فإنه قد يقوي الروابط التي تخزن المعلومات في الدماغ.
ووجد العلماء وفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية أن التغييرات في السياق الذي يتداخل مع قدرتنا على استعادة المعلومات يمكن إعادة توجيهها من أجل تحسين الذكريات بشكل أفضل، موضحين أن أي معلومات تمر عبر ٤ مراحل؛ أولاها التشفير حيث نستوعب المعلومات كصورة أو صوت أو معنى، ثم يتم تحديد مكان التخزين في منطقة طويلة أو قصيرة المدى، وإذا كان ما تم تعلمه للتو مفيدا يقوم الدماغ بتقليصه للذاكرة قصيرة المدى، حيث يمكن أن تبقى المعلومات لمدة ٣٠ ثانية لمعظم البالغين، وأخيرا لكي تتمكن هذه الأجزاء من الوصول إلى الذاكرة طويلة المدى يجب أن تكون في بؤرة اهتمامنا.
وأوضح العلماء أن النسيان هو ببساطة ضعف في مدى سهولة الوصول إلى بعض المعلومات أو الإجراءات في وقت معين، وأن أحد أسباب نسيان الأشياء هو أن السياق المحيط بالمعلومات قد تغير بطريقة ما.
وضربوا مثالا على ذلك بأنه قد يظل رقم هاتف محفوظا في الذاكرة منذ الطفولة، ومن المرجح أن يستخدم مرات لا حصر لها، مما يجعل بصمة الذاكرة قوية. ولكن بمرور الوقت، قد يصعب الوصول إلى تلك المعلومة. وهذا التغيير السياقي المطول يعني أن الذاكرة لديها قوة استرجاع ضعيفة.
على الجانب الآخر، بعد التغلب على التوتر من عدم تذكر المعلومة، قد تكتسب الذاكرة مجموعة جديدة من السياقات المرتبطة بها، مما يعزز الطريقة التي يتم تخزينها في الدماغ.