أهم علامات اكتئاب ما بعد التخرج وأسبابه.. وخطوات التعامل معه
ينتظر الطلاب انتهاء سنوات الدراسة بفارغ الصبر، ولكن يهاجمهم أحيانا اكتئاب ما بعد التخرج، فينالهم الخوف والقلق والكآبة، في حين يمكن التكيف وتجاوز هذه المرحلة.
من الممكن أن يكون سبب اكتئاب ما بعد التخرج هو صعوبة التكيف على الوضع الجديد، فمع آخر سنة دراسية بالجامعة، قد يشعر الطالب بفقدان الهدف والبوصلة، خاصة، إذا لم يكن مخططا لمرحلة ما بعد التخرج، فقد يتملكه الإحباط لعدم وجود أهداف جديدة أو وظيفة يمكنه الالتحاق بها، وباعتبارها فترة انتقالية مهمة وصعبة قد تتضخم المشاعر ويفقد الطلاب الشعور بأهميتهم.
وللتعامل المثالي مع القلق والاكتئاب بعد التخرج يجب الانتباه للأعراض والعلامات، ومحاولة القيام بالأنشطة التي تقلل من تأثيره، حتى لا تفسد الصحة العقلية للخريجين.
أعراض اكتئاب ما بعد التخرج
وتظهر أعراض اكتئاب ما بعد التخرج- حسب توضيح موقع Medical News Today- من خلال:
- الشعور بفقدان الأمل وسيطرة التشاؤم على تفكيرك.
- عدم وجود ما يحفزك، وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي اعتدت القيام بها.
- فقدان الشعور بالمتعة عند القيام بأي نشاط.
- الشعور العام بالتعب، وفقدان الطاقة للفيام بأي شئ.
- الشعور بالضياع والتوهان.
- مواجهة صعوبات في النوم.
- قد تحدث اضطرابات في الشهية.
- عدم القدرة على التركيز.
- صعوبة اتخاذ القرارات أو إنجاز المهام اليومية.
- الشعور بالذنب وتأنيب الضمير.
- فقدان الثقة بالنفس، وظهور صورة سلبية عن الذات.
- تغير أنماط تناول الطعام، مما يؤدي إما إلى زيادة الوزن أو فقدانه.
أسباب اكتئاب ما بعد التخرج
من خلال متابعة تجارب اكتئاب ما بعد التخرج لدى الطلاب، يمكن ملاحظة الأمور التي تتسبب في ظهوره، والتي أشار إليها موقع Medical News Today، وأهما:
التغيرات الكبيرة
ما بعد التخرج، يُعدُّ نقلة كبيرة في حياة الشخص، كونه الخطوة التي تفصله عن الحياة الواقعية وصراعات الحياة، وغالبا م تكون هذه التغيرات الكبيرة سببا في الشعور بالضيق والقلق وعدم القدرة على التكيّف، والتفكير الزائد في ما هو قادم.
البحث عن الوظيفة
قد يواجه الخريجون الجدد مشكلات المقرنة بزملائهم، فقد يكتشف أحدهم حصول زميله على وظيفة على الفور أو منحة تدريبية، ومع عدم قدرته على تحقيق مثل هذه الإنجازات، أو إيجاد الوظيفة المناسبة، قد يقع في فخ المشاعر السلبية وتتأثر ثقته بنفسه، ويقل شعوره بالتقدير الذاتي، كما يتملك منه الإحباط والكآبة.
ضغوط مالية
بعد التخرج، تظهر ضرورة الاعتماد على النفس ماليا، فيتوقف أغلب الآباء عن تقديم المصروفات اليومية لأبنائهم، من أجل تشجيعهم على بدء مسارهم المهني الخاص، وقدر ما قد يساعد ذلك على زيادة النشاط والسعي للحصول على الوظيفة المناسبة، قد يتسبب في الشعور بالانزعاج والضيق، والبدء في اكتشاف مسئوليات جديدة لم يكن مستعد لها.
العشوائية وفقدان الروتين
الدراسة على مدار سنوات طويلة تساعد على خلق روتين يسمح يمرور اليوم دون ضيق، ولكن مع انتهاء الحياة الجامعية، يفقد الطالب الروتين الذي اعتاده، وإذا لم يخلق لنفسه روتينا جديدا بأنشطة مختلفة، قد تسيطر العشوائية على يومه، ويفقد الهدف من الاستيقاظ ومواجهة يوم جديد، مما يشعره بالاكتئاب وفقدان السيطرة عل حياته ويزيد التوتر والقلق.
افتقاد الدوائر الاجتماعية المعهودة
على مدى عدة سنوات، تنشأ روابط اجتماعية قوية بين الطلاب، قد تتبدد أو ينالها التهديد بعد التخرج، حين يمضي كل منهم نحو البحث عن مسار مهني أو الانشغال في أمور جديدة، مما يؤثر على شبكة الأصدقاء وتواصلهم، ويزيد من عزلة الشخص وشعوره بالوحدة والحزن.
العلاج من اكتئاب ما بعد التخرج
علاج اكتئاب ما بعد التخرج من الممكن أن يتشابه مع علاجات الأنواع الأخرى من الاكتئاب، وهو ما يحدده الطبيب المختص، الذي يجب زيارته إذا استمرت الأعراض لأكثر من أسبوعين، وتكررت لفترات طويلة على مدى 6 أشهر، وقد يتنوع العلاج ما بين:
- الأدوية: مثل مضادات الاكتئاب وعلاجات تحفيز الدماغ .
- العلاج المعرفي السلوكي الذي يوجه التفكير نحو الاتجاه العقلاني الإيجابي.
- ممارسة الأنشطة البدنية.
- الاشتراك في مجموعات للدعم النفسي.
نصائح للتغلب على اكتئاب ما بعد التخرج
يتطلب الدعم النفسي للخريجين إلى وعي منهم واحتواء من المحيطين بهم، ويمكن التغلب على هذه المرحلة وتجاوزها، بالحرص على تحسين المزاج من خلال:
بدايات صغيرة
يمكنك البدء بتحقيق إنجازات صغيرة وبسيطة، متحديا الاكتئاب الذي يجعل كل شئ مستحيلا، فقد تلتزم بتناول فطور شهي يوميا، أو ترتيب سريرك لتشعر بالانجاز في أمر بسيط، ويبدأ بدوره بالانعكاس على أمور أخرى.
التواصل مع الأصدقاء
محاولة التواصل الحقيقي مع أصدقاء الجامعة، والحرص على التجمع ومشاركة الأفكار والهموم، مما يخفف من وطأة ما تشعر به، وينزاح شعورك بمواجهة هذا الألم وحدك، وقد يكون من الأفضل الاشتراك في نشاطات تساعدك على اكتساب صداقات جديدة.
روتين يومي
على عكس ما يُشاع، فالروتين ليس مملا أو خانقا، بل هو منقذ في كثير من الأحيان، حين تخلق لنفسك مجموعة من المهام التي عليك تأديتها يوميا، من الممكن أن يساهم ذلك في وجود هدف تسعى له وتشعر بأهميتك من خلاله، ويُحسن صورتك الذهنية عن نفسك.
الأنشطة البدنية
من الممكن ان تمارس نشاط بدني يومي يساعدك على التخلص من التوتر والقلق، ويساههم في تنشيط الدورة الدموية ويساعد في تحسين المزاج، فقد تقوم بالمشي يوميا لمدة 30 دقيقة، أو تجري مع مجموعة من الأصدقاء، أو تتعلم رياضة جديدة.
املأ وقت فراغك
الوظيفة قد تأخذ وفتا حتى تأتي، مما يجعل هذا الوقت فرصة لتعلم مهارة جديدة أو اكتساب معرفة مختلفة، أو ممارسة هوايتك المفضلة التي لم تجد لها وقتا خلال الدراسة، وقد تتعلم حرفة يدوية أو تلتحق ببرنامج تدريبي ينمي مهاراتك.
كن بسيطا مع نفسك
لا تقسو على نفسك، أنت لست كسولا أنت تعاني مع الاكتئاب الذي يؤثر على صحتك العقلية ونشاطك اليومي، فلا تحمل نفسك أكثر مما تستطيع.
اهتموا بصحتكم النفسية، وتابعوا حالتكم بعد إنهاء الجامعة، وإذا شعرتك إنكم تعانون من اكتئاب ما بعد التخرج لا تتردووا في طلب المسندة والدعم.