نمو ما بعد الصدمة.. في 5 خطوات كيف نجعل من المحن فرصة للتطور؟
في رحلة التعافي من الصدمات، نحتاج إلى بعض الوقت للوصول إلى الشفاء، ثم اكتساب صفات جديدة؛ لذا ستسمع كثيراً في هذه الرحلة عن نمو ما بعد الصدمة وطرق التعافي.
بعد التعرض إلى صدمة، في أي مرحلة من المراحل العمرية، يحتاج الفرد إلى بعض الوقت حتى يستكمل شفائه. الأمر صعب ويعادل الشفاء من مرض عضال، لكن مع انتهاء هذه الرحلة ستختبر نمو ما بعد الصدمة فما هي أنواعه؟ لنتعرف معاً.
ما هو نمو ما بعد الصدمة؟
يتعرض الإنسان إلى صدمات نفسية مرة واحدة على الأقل على مدار حياته، فتشير الدراسات إلى أن 50% ممن مروا بصدمات ما، اختبروا نمو ما بعد الصدمات بعد وقوع حادث ما في حياتهم.
هناك سبل عديدة حتى يستمر الإنسان بعد تلك الصدمة، إما إيجاباً أو سلباً، هنا تأتي مرحلة نمو ما بعد الصدمات (PTG)، أي الخروج الآمن من الصدمة، فحسب موقع (Health line) الطبي فإن التعامل مع الصدمة، وتحويلها إلى صالحك يعرف بنمو ما بعد الصدمة أو (Post-traumatic growth)، ولهذا النمو بعض الأعراض المميزة نتعرف إليها فيما يلي.
أعراض نمو ما بعد الصدمة
يعد هذا النمو رد فعل إيجابي لما بعد الصدمة، وعادة ما يظهر في بعض الأعراض التي تؤثر على حياة الفرد، فتؤدي إلى تقليل الضغوط النفسية، فضلاً عن تطوير المهارات النفسية، بالإضافة إلى تحسين قدرة التكيف.
كما أن نمو ما بعد الصدمات يعزز القدرة على التعامل مع الأزمات، مما يؤدي إلى استعادة التوازن النفسي؛ لذا يمكن أن يظهر على النحو التالي:
- تقدير قيمة الحياة.
- التطلع إلى المزيد من التطور.
- التغيير على المستوى الروحي.
- تطوير العلاقات الشخصية والعاطفية.
- الشعور بالقوة والثقة لإيجاد حلول.
- اكتشاف المهارات الشخصية.
- اكتشاف موهبة الفرد.
- التعاطف مع الآخر.
- الوعي بالذات.
- التوازن.
أسباب نمو ما بعد الصدمة
في السياق نفسه، حسب موقع (Very well Mind) نجد أن هذا النمو التالي على الصدمة، يحدث عادة لبعض الأسباب، لعل الأكثر شيوعاً ما يلي من طرق:
- التعلم (Education): حين يتعرض الإنسان إلى صدمة، يحاول أن يتعلم من هذا الظرف، فعلى الرغم من صعوبة الأمر في البداية، إلى أن هناك مرحلة حتمية من التعلم، واتخاذ طرق جديدة للتعامل مع الصدمة.
- التنظيم العاطفي (Emotional regulation): هنا يأتي دور التفكير الإيجابي، وهو أمر شديد الصعوبة والقسوة على البعض، لكن يحدث في مرحلة ما، وفيها ينظم الفرد مشاعره، حيث يضع كل الخسائر خلف ظهره. فيتحكم الفرد في شعوره بالغضب، أو التوتر، أو حتى شعوره بالذنب.
- البوح (Disclosure): عندما تستطيع التحدث عن التجربة، اعلم أنها انتهت، وقد اتخذت شكل جديد في رحلة حياتك، فما أن تبوح وتفصح عما بداخلك، وتستمع إلى نفسك، وتعبر عنها، وتختبر مشاعر جديدة، وتتخذ خطوات جديدة حتى تصل إلى مرحلة التعافي التام.
- مساعدة الغير (Service): إن مساعدة من يمروا بنفس تجاربك يعزز من قدرتك على النمو التالي على الصدمة، ففي مرحلة ما ستستطيع أن تتقرب إلى من لديهم نفس تجاربك وآلامك، محاولاً تقديم المساعدة، فتجد في ذلك ارتقاءً روحانياً، وراحة نفسية.
- تطور السردية (Narrative development): لاحظ مدى تأثير التجربة على حياتك، وكيفية وصولك إلى هذا المسار. تعرف إلى قصتك الحقيقية، ماذا لو لم يحدث الأمر؟ حدث الأمر فكيف استفدت؟ ماذا خسرت؟ هل اكتسبت حياتي معنى جديد؟ فطريقة سردك لقصتك وتجربتك تؤثر بالطبع على النمو، سواء سردها لنفسك، أو للآخرين.
أنواع نمو ما بعد الصدمة
إن نمو ما بعد الصدمات عملية طويلة الأمد، تتطلب الكثير من الوقت، والطاقة، ويتخلل تلك الرحلة مراحل من القوة والضعف، الهبوط والصعود، وتختلف أنواعها تبعاً لشخصية الفرد، ومحيطه، ومرحلته العمرية، ووعيه بذاته، ومستواه التعليمي والاجتماعي وبيئته، جذوره، وصدماته المتوارثة، وغيرها من العوامل.
فعادة بعدما يتعرض شخص ما إلى صدمة، ويبدأ في النمو بعدها، قد تجده قد ترقى في عمله، أو يبدأ عمل جديد، أو نشاط مختلف، فقد ينشأ عملاً خيرياً، أو يتقرب إلى الله ويسعى إلى تعزيز روحانياته حسب معتقداته. قد يسافر، أو ينفصل عن علاقة سامة أو يرحل تاركاً محيطاً ساماً؛ وحتى تتحقق مرحلة ما بعد الصدمات، لا بد أن يمر الفرد ببعض الخطوات أهمها:
- لا تتجنب مشاعر الصدمة أو تحاول قمعها.
- فكر في معتقداتك وقيمك وأعد تقييمك لها.
- إلى أي مدى تساعدك أو تعرقلك تلك المعتقدات والقيم.
- لا بد من طلب المساعدة من المتخصصين.
- تعرف إلى نقاط قوتك وعززها.
- تقبل نقاط ضعفك ولا تقمعها.
- امنح نفسك الوقت الكافي للاستشفاء وإن طال.
التعافي والعلاج ومرحلة ما بعد الصدمة
يذكر أن مرحلة التعافي طويلة، وتتخذ العديد من الأشكال خلال رحلتك، وحتى تقي نفسك من الوقوع في الأثر السلبي لما بعد الصدمة، عليك الانتباه إلى بعض الأعراض أهمها:
- ذكريات الماضي المتكررة.
- نوبات الهلع والقلق.
- الإدمان بأنواعه.
- الأفكار السلبية.
- اليقظة المفرطة.
- اضطراب النوم.
- الأرق.
- الكوابيس.
لذا إن كنت تعاني من هذه الأعراض، أو هناك شخص تلاحظ عليه تلك الأعراض، عليك أن تراجع طبيب متخصص في هذه الحالة، والتحدث مع صديق أو شخص موثوق فيه. ومن الأفضل تفريغ تلك المشاعر على الورق؛ للتخلص من تلك الأفكار، مع ممارسة تمارين التنفس باعتباره واحد من مشتتات الألم، كما يعمل على استرخاء الجسم.
aXA6IDEzLjU4LjIwMC43OCA= جزيرة ام اند امز