روسيا تعتقل رجلي أعمال أمريكي وفرنسي بشبهة الاحتيال
موسكو اتهمت المستثمرين بالتورط في عملية احتيال بقيمة 38 مليون دولار وسط إنكار تام من المحتجزين.
أوقفت السلطات الروسية أمريكياً هو مؤسس إحدى أبرز شركات الاستثمارات المالية الخاصة في البلاد وشريكه الفرنسي، وقد مثلا لاحقاً أمام محكمة في موسكو، الجمعة، بشبهة الاحتيال التي يرفضانها.
واستمعت محكمة في شمال شرق العاصمة الروسية إلى كل من الأمريكي مايكل كالفي، مؤسس ومدير شركة الاستثمارات "بارينغ فوستوك"، والفرنسي فيليب ديلبال، المسؤول عن الاستثمارات في القسم المالي بالشركة.
والرجلان متهمان بمسؤوليتهما عن عملية احتيال بقيمة 2.5 مليار روبل (حوالي 38 مليون دولار)، ومهددان بالسجن 3 سنوات على الأقل.
وأمرت المحكمة بتوقيف الفرنسي حتى 13 أبريل/نيسان، فيما لم تقرر بعد مصير الأمريكي الذي سيبقى قيد الحجز الاحتياطي مدة 72 ساعة.
وستعقد جلسات استماع أخرى في الأيام المقبلة.
وقال كالفي (51 عاماً) أمام المحكمة "الاتهامات الموجهة ضد بارينغ فوستوك وضدي خاطئة"، مؤكداً أنه ينوي التعاون مع المحققين.
ومن جهته، نفى ديلبال أمام المحكمة التي عليها أن تقرر مكان احتجازه، أي علاقة له بالجريمة المزعومة.
وقالت المجموعة الاستثمارية في بيان على موقعها الإلكتروني إن "بارينغ فوستوك تؤكد توقيف 4 موظفين"، دون أن تكشف هوية الموظفين الآخرين.
وأشارت المجموعة إلى أن التوقيفات متعلقة بنزاع تجاري بشأن مصرف فوستوشني، وأن "إجراءات إنفاذ القانون ليست مرتبطة مباشرة بأنشطة بارينغ فوستوك والشركات الأخرى في محفظتها" الاستثمارية.
وقالت المجموعة إنها "من أعرق وأكبر الشركات الاستثمارية الخاصة التي تركز عملها في روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة".
وبحسب وكالة إنترفاكس الروسية، فقد أوقف أيضاً الرئيس السابق لمصرف فوستوشني ألكسي كورديتشيف.
- عقوبات أمريكية على شركتين روسية وصينية بتهمة دعم كوريا الشمالية
- الخزانة الأمريكية: عقوبات جديدة بحق كيانات وشخصيات روسية
ورأى مصدر مقرب من بارينغ فوستوك أن التوقيفات ربما تأتي بتحريض "منافس محلي يريد إغراق (بارينغ فوستك) عبر تهم خاطئة".
وأضاف المصدر أن ذلك "يحصل كثيراً في روسيا منذ 20 عاماً وهو رسالة سلبية جداً للاستثمار"، مؤكداً أن "مجموعة (بارينغ فوستوك) هي من أكثر شركات الاستثمار مهنية في السوق الروسية ولم تشهد مشكلات قط".
ولدى بارينغ فوستوك 40 موظفاً في موسكو، واستثمرت في مجموعات روسية كبيرة، مثل عملاق الإنترنت ياندكس، ومجموعة "سي تي سي" الإعلامية ومجموعة "جولدن تليكوم" للاتصالات.
وقبل استقراره في موسكو، عمل كالفي في لندن ونيويورك في مجال الاستثمارات في قطاع المشتقات النفطية، وعمل أيضاً لدى البنك الأوروبي للإعمار والتنمية، بحسب الموقع الإلكتروني للمجموعة.
وكالفي عضو أيضاً في مجلس إدارة مركز أبحاث "أتلانتيك كاونسيل" ومقره واشنطن.
وبحسب الجريدة الرسمية الفرنسية، فإن فيليب ديلبال يعمل أيضاً كمستشار للتجارة الخارجية الفرنسية منذ عام 2006. وأعلن أمام المحكمة أنه يعيش في روسيا مع زوجته وولديهما منذ 15 عاماً.
وبعد حيازته شهادته من جامعة "تيليكوم باري تك"، أسس ديلبال الفرع الروسي لشركة "سيتيليم" الفرنسية المختصة في القروض الاستهلاكية، وعمل أيضاً في مصرف "سوسييتيه جنرال"، بحسب موقع مجموعة بارينغ فوستوك التي انضم إليها عام 2012.
ويعرف ديلبال عن نفسه على مواقع التواصل الاجتماعي بأنه "مصرفي أوروبي يعيش في موسكو. مدير غير تنفيذي لعدد من الشركات والمصارف في روسيا وفرنسا وصربيا".
وأعلن نائب رئيس الوزراء الروسي أنطون سيلويانوف في حديث لوكالات روسية إن "هناك احتيالاً، وإذا تأكدت الشبهات، لا أحد يستطيع أن ينقذ منفذيها".
- إجراءات روسية تحسبا لعقوبات أمريكية على الدين السيادي
- تمديد عقوبات أوروبا الاقتصادية على روسيا..وموسكو تأسف
وتابع: "حتى ولو كانوا أجنبيين في روسيا فإن ذلك لا يشكل أي فرق".
والرجلان ليسا أول مستثمرين أجانب يمثلون أمام القضاء الروسي.
وحكم على البريطاني من أصل أمريكي بيل باودر، مدير شركة "إرميتاج كابيتال" للاستثمارات، بالسجن غيابياً 9 سنوات بتهمة الاحتيال الضريبي في عام 2013.
وقبل ذلك بسنوات، اتهم باودر مسؤولين في الشرطة الروسية ومسؤولين في الضرائب باختلاس 130 مليون يورو، وهي فضيحة كشف عنها الموظف لديه سيرغي ماغنيتيسكي، الذي توفي في السجن نهاية عام 2009.
aXA6IDMuMTM4LjY5LjEwMSA=
جزيرة ام اند امز