إذا فاتك الجانب الطريف من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فاعلم أن خلف الخطابات تختبئ لحظات غرابة لا تنسى.
وتُعد اجتماعات الجمعية العامة السنوية، حدثا تاريخيا في عالم الدبلوماسية الدولية، تقدم فيه الدول والحكومات التزامات لمكافحة تغير المناخ والأمية، ونبذ الإرهاب والتطرف، والدعوة للسلام، ويدلي قادة العالم بتصريحات مختلفة.
لكن جوهر الاجتماعات الجاد غالبا ما يكون مصحوبا بلحظات تتنوع بين الغرابة والطرافة، لتجعل من هذه المناسبة حدثا لا يُنسى.
فمن "الشيطان" إلى "الديناصور" مروا بـ"الدجاج بلا أطراف" وغيرها من اللحظات الأخرى تستعرض "العين الإخبارية" أبرز المشاهد التي رافقت اجتماعات الجمعية العامة، مستندة لموقع الأمم المتحدة وتقارير إعلامية غربية.
"الشيطان"
في خضم التوتر المتصاعد بين كاراكاس وواشنطن عام 2006، وصف الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز نظيره الأمريكي آنذاك جورج بوش بأنه "الشيطان" من على منبر الأمم المتحدة.
وقال تشافيز: "بالأمس جاء الشيطان إلى هنا — إلى هنا بالذات. وما زال يفوح منه رائحة الكبريت حتى اليوم".
وشن هجوما لاذعا على سياسات بوش، مستشهدا بعملية عسكرية إسرائيلية مدعومة من الولايات المتحدة في لبنان أدت إلى مقتل أكثر من ألف شخص وتدمير أجزاء كبيرة من البنية التحتية المدنية قبل الحدث بأسابيع.
ديناصور يغزو الجمعية العامة
في ٢٧ أكتوبر/تشرين الأول ٢٠٢١، ألقى ديناصور يُدعى فرانكي خطابا مؤثرا أمام الجمعية العامة، حذر فيه الدول التي تواصل تمويل الوقود الأحفوري.
لم يكن الديناصور حقيقيا، وقد أُنتج في فيديو من إنتاج برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).
الحذاء المثير
في 23 سبتمبر عام 1960، كان نيكيتا خروتشوف، رئيس الاتحاد السوفياتي آنذاك، يلقي خطابه أمام الجمعية العامة.
وقيل حينها إنه ضرب الطاولة بحذائه أثناء إلقاء ممثل الفلبين خطابا. ورغم أن العديد من الشهود أفادوا بالحادثة، إلا أنه لم يُذكر ذلك في محضر الاجتماع، بحسب موقع الأمم المتحدة.
ومع ذلك، في مذكراته، المنشورة في عام وفاته، أعلن الزعيم السوفياتي السابق مسؤوليته عن هذه الحركة، وهي إشارة لا تظهر في أي من مقاطع الفيديو التي صُوّرت في ذلك اليوم.
رضاعة في الجمعية العامة
في عام ٢٠١٨، لفتت رئيسة وزراء نيوزيلندا آنذاك، جاسيندا أرديرن، الأنظار في الأمم المتحدة بإحضارها طفلتها نيف، البالغة من العمر ثلاثة أشهر، إلى اجتماعات الجمعية العامة.
خلال أسبوع الاجتماعات رفيعة المستوى في ذلك العام، أصبحت نيف أصغر شخص يحضر الجمعية العامة على الإطلاق.
وأثار وجودها نقاشات حول المساواة بين الجنسين في السياسة.
وأوضحت أرديرن، التي أرضعت طفلها رضاعة طبيعية خلال الاجتماعات، أن هذا هو سبب إحضارها لها. ومع ذلك، فقد عهدت بها إلى زوجها أثناء إلقائها خطابها.
"دجاج بلا أطراف"
أما رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون، فحذر في 2019 من مخاطر الذكاء الاصطناعي، متصورا مستقبلا قد يؤدي فيه التقدم التكنولوجي إلى نتائج غير متوقعة مثل "الدجاج بلا أطراف".
وأكد الحاجة إلى التفكير الأخلاقي والتنظيمي حول هذه التكنولوجيا.
أول اجتماعات عن بُعد
لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة، لم يتمكن قادة العالم من الاجتماع حضوريا في الجمعية العامة السنوية عام ٢٠٢٠ بسبب جائحة كورونا
ولذلك، عُقدت الدورة الخامسة والسبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة افتراضيا.
خلال هذه الجلسة، تناول القادة قضايا مثل الجائحة، وتغير المناخ، والمساواة بين الجنسين، والعمل المناخي.
ترامب وكوريا الشمالية
في 2017، استهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أول ظهور له (بعد توليه ولايته الأولى) أمام الأمم المتحدة بخطاب حاد ضد كوريا الشمالية، مهددا بـ"تدمير كامل" إذا اضطرت الولايات المتحدة للدفاع عن نفسها أو عن حلفائها.
وفي وقت لاحق، التقى ترامب بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في قمة سنغافورة، لكن لقاءً آخر في هانوي عام 2018 لم ينجح في حل التوترات.
كسر القاعدة
لكن الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو، سجل رقما قياسيا في طول الخطابات أمام الأمم المتحدة.
فخلال جلسة عامة للجمعية العامة للأمم المتحدة في 26 سبتمبر/أيلول 1960، ألقى كاسترو خطابا لأكثر من أربع ساعات.
واستخدم خطابه لانتقاد الولايات المتحدة، مع توجيه انتقادات خاصة لما وصفه بـ"العداء" الذي واجهه الوفد الكوبي في نيويورك خلال فترة التوتر في العلاقات الأمريكية الكوبية بين عامي 1959 و1960.
وتجدر الإشارة إلى أنه في يناير/كانون الثاني 1957، ألقى رئيس الوفد الهندي لدى الأمم المتحدة، ف. ك. كريشنا مينون، خطابا استمر ثلاثة أيام واستغرق أكثر من ثماني ساعات، ولكن أمام مجلس الأمن وليس الجمعية العامة.