5 مشاهد تستشرف مستقبل المرأة في عهد طالبان.. هل تفي الحركة بوعودها؟
مشهد ضبابي يلف علاقة طالبان بالمرأة بعد سيطرة الحركة على أفغانستان، ويترقب المجتمع الدولي جدية وعود طالبان.
الحركة التي بدأت حكمها بخطاب معتدل تضمن تعهدات باحترام حقوق المرأة وحماية الأجانب والأفغان، وجاء على لسان متحدثها محمد نعيم، الذي أكد أن "طالبان تحترم حقوق المرأة والأقليات وحرية التعبير في إطار الشريعة الإسلامية"، تحاول تبديد المخاوف الكامنة.
ومنذ لحظة تمكن الحركة من العاصمة "كابل"، راح الجميع يستذكر تاريخها بحظر التعليم والعمل للنساء في أنشطة عديدة بينها الإعلام والأعمال، إلا أن طالبان التي حثت النساء على الانضمام إلى حكومتها تحاول احتواء القلق المستشري.
"العين الإخبارية" ترصد مجموعة من المشاهد التي قد تعكس وضع المرأة خلال الفترة المقبلة، استنادا لما سجلته كاميرات المراسلين منذ سيطرة طالبان على كابل.
1- مراسلة "سي إن إن" بالحجاب
ظهرت كلاريسا وورد، كبيرة المراسلين الدوليين في شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الإثنين، بالحجاب والعباءة أثناء تغطيتها الإعلامية للوضع في محيط السفارة الأمريكية في العاصمة الأفغانية بعد سيطرة طالبان على كابول.
وانتشرت صورة للمراسلة تضم مشهدين، واحدة ترتدي ملابسها المعتادة دون حجاب، والأخرى بالعباءة والحجاب، والفرق بينهما 24 ساعة فقط.
وأعاد الملايين عبر مواقع التواصل الاجتماعي تداول الصورة المزودجة "ميم إنترنت"، واعتبر البعض ما يحدث نذير شؤوم ويوحي بأن الحرية في هذه البلد باتت في أدنى مستوياتها.
كبيرة المراسلين الدوليين في الشبكة الأمريكية علقت على الصورة عبر حسابها على تويتر، موضحة أن "ميم إنترنت" المتداولة ليست دقيقة.
وغردت: "هذا الميم غير دقيق. الصورة العلوية من داخل مجمع خاص، بينما الصورة بالجزء السفلي في شوارع كابول التي تسيطر عليها طالبان".
وأضافت: "كنت أرتدي دائمًا غطاء الرأس في شوارع كابول سابقًا، على الرغم من عدم تغطية شعري بالكامل والعباية، لذلك هناك فرق ولكن ليس بهذه القوة".
بينما علقت شبكة "سي إن إن" على "تويتر" قائلة: "تخاطر كلاريسا بحياتها لتخبر العالم بما يحدث. هذا يسمى الشجاعة"، داعية إلى الابتعاد عن اللقطات المضللة لمنظري المؤامرة.
2- مخرجة أفغانية تركض في الشارع
انتشر مقطع مصور لمخرجة أفغانية شهيرة تدعى صحراء كيرمي وهي تركض في شوارع كابل وتطلب المساعدة لحماية النساء بعد سيطرة طالبان على العاصمة.
الفيديو الذي تداوله الملايين عبر مواقع التواصل الاجتماعي يكشف حالة الهلع التي دبت بين سكان كابول بمجرد دخول طالبان العاصمة الأفغانية.
وعلقت كريمي، وهي مديرة مؤسسة السينما الأفغانية الحكومية، على آخر المستجدات في بلدها بعد سيطرة كابل وشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت: "طالبان حاصرت كابول، ذهبت إلى البنك للحصول على بعض المال لكن وجدتهم أغلقوها بعد إخلائها".
وأضافت: "ما زلت لا أصدق ما حدث، أرجو أن تصلوا من أجلنا، من فضلكم لا تصمتوا.".
كريمي أرسلت أيضا رسالة مفتوحة إلى المجتع السينمائي العالمي، تتضمن تحذيرات من طالبان التي قالت إنها "تحظر كل الفنون"، وعبرت عن مخاوفها من "بطش طالبان" التي قد تضعها وصناع الأفلام الآخرون على قائمة القتل.
المخرجة التي عبرت عن مخاوفها من فقد النساء للمكاسب التي تحققت خلال السنوات الماضية، كتبت: "الآن، وبعد 20 عامًا من المكاسب الهائلة لبلدنا، خاصة الأجيال الشابة، يمكن أن يضيع كل شيء مرة أخرى. الآن النساء والأطفال والفنانين وصانعو الأفلام الأفغان بحاجة إلى دعمكم".
3- شوارع خالية من النساء
خلت شوارع كابول من النساء بعد ساعات من استيلاء طالبان على العاصمة الأفغانية، واختبأت أغلبهن خوفا من بطش جنود الحركة التي فرضت ارتداء الحجاب والبرقع وتغطية أجسادهن قبل الخروج من المنزل".
ووثق تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، بعنوان "لا نساء في الشوارع.. شكل الحياة اليومية في كابل تغيّر"، خلو شوارع كابول من النساء، أول أمس الإثنين، في أول يوم كامل من حكم طالبان في جميع أنحاء أفغانستان.
وذكر التقرير أن النساء بقيت في المنزل خوفا من التعرض للضرب لعدم تغطية أجسادهن، أو لخروجهن دون ولي أمر.
ووفقا لمراسلي الجارديان، وردت تقارير من عدة أجزاء من أفغانستان عن إتمام زيجات قسرية بين نساء ومقاتلي طالبان في أعقاب استيلاء المسلحين على السلطة الأسابيع الأخيرة.
وقالت إحدى الصحفيات المختبئات: "نخشى أنه إذا عثر علينا رجال طالبان فإنهم سيقتلوننا بالتأكيد، كما أنه حتى لو سمحوا لنا بالعيش فلن يسمحوا لنا بالعودة إلى العمل، وهو في الحقيقة تحديا بالنسبة لي كامرأة تعيش بمفردها".
الفتاة الأفغانية حياة تحدثت لـ"الجارديان"، عما رصدته عندما خرجت لترى كيف تبدو مدينتها في ظل حكم طالبان: "لم يكن هناك نساء يمشين في الشوارع، لكن كان هناك نساء في السيارات وكنّ يرتدين أقنعة وشعرهنّ محجوب".
سيدة أخرى رأت عندما خرجت لإحضار الطعام لأسرتها مسلحين يدفعون النساء ويرسلونهن إلى منازلهن لعدم ارتدائهنّ الزي المفروض عليهنّ، كما رأتهم يجرون الشابات بعيدا، وفق الصحيفة.
4- نساء يهربن إلى طائرات
تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر حشودًا كبيرة من الناس محملين بالأمتعة وتهرع إلى المطار لركوب آخر الرحلات الجوية للهروب من أفغانستان.
ضمن تلك الحشود، التي قدرت بنحو 10 آلاف شخص، كان هناك أعدادا كبيرة من النساء والأطفال، الذين حاولوا الهرب من البلد خوفا من مستقبل مأساوي يشبه ما عاشته البلد قبل 20 عاما.
شهود العيان تحدثوا من داخل المطار عما رأينه من مشاهد تبدو هوليوودية؛ لما تحمله من ألم ورعب وخوف من مستقبل مجهول.
قال أحدهم إن المشاهد في المطار كانت كارثية، وكان هناك عائلات ونساء وأطفال صغار وكبار ومعاقين أيضًا، وجميعهم يسيرون ويهرولون فرارا، كما علق آلاف في المكان دون طعام أو ماء.
بينما تحدث آخر عن أكثر من 10 آلاف شخص في المطار أرادوا الدخول، وكانوا يتسلقون الجدران والبوابات وحتى الأسلاك الشائكة، وكل شخص كان يدفع الآخرين من أجل الدخول.
شاهد عيان ثالث قال إن الناس وصلوا بدون أي تذاكر أو جوازات سفر، ظنا أن بإمكانهم ركوب أي طائرة ليتمكنوا من السفر إلى أي مكان آخر في العالم.
5- فرض الحجاب
في حين ذكرت وسائل إعلام، استخدام مقاتلي طالبان مكبرات الصوت في أحد المساجد غربي كابل ليعلنوا أن على النساء ارتداء البرقع أو الحجاب الكامل، وفقا لتقرير "الجارديان".
وأطلّت مذيعات في الفضائيات الأفغانية بطرحة خفيفة لا تغطي الرأس تماما، بعد يوم من عودة طالبان إلى الحكم في مشهد غير معتاد ولا متوقع في طل حكم الحركة.
ورصدت الكاميرات ظهور المرأة في اجتماعات التحرير الصباحية بالفضائيات في قاعة واحدة مع زملائها وكأنها الصورة عينها في ظل الحكومة الأفغانية المدنية.
هذه المشاهد بدت مغايرة تماماً لما يستعيده الإعلام عن تاريخ طالبان في التعامل مع المرأة خلال فترة حكمها من عام 1996 إلى 2001، وتجريدها من حقوقها، فعندما حكمت طالبان بات العمل غير مسموح للمرأة، كما منعت الفتيات من الالتحاق بالمدارس.
ومن المنتظر الحفاظ على الوعد بمختلف المجالات التعليمية والعلمية للمرأة، ونسب تواجد الفتيات في المدارس إذ ارتفعت أعدادهن في التعليم الابتدائي إلى 50 في المئة في السنوات الأخيرة.
وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قلقه حيال مستقبل النساء والفتيات "اللواتي يجب حماية حقوقهن المكتسبة بصعوبة"، ولم تورد التقارير حتى الساعة ممارسة الحركة لقوانينها الصارمة تجاه المرأة في المناطق التي خضعت مؤخرا لسيطرتها.
ويترقب العالم بأسره أية تطمينات تجاه المرأة الأفغانية وشكل الصورة الجديدة التي تحاول طالبان تصديرها للعالم.