احذر.. العمل لساعات متأخرة يضر قلبك
العمل لساعات طويلة ربما يؤثر على مزاج الموظفين ومعدلات التوتر لديهم حسب دراسة جديدة تشير إلى خطر خفي متعلق بالقلب
ليس سراً أن العمل لساعات طويلة قد يؤثر على مزاج الموظفين ومعدلات التوتر لديهم، وتشير دراسة جديدة إلى خطر خفي متعلق بالقلب؛ فالناس الذين يعملون أكثر من 55 ساعة أسبوعياً قد تكون لديهم فرص أعلى للإصابة بالرجفان الأذيني، وهو عدم انتظام في ضربات القلب المرتبط بالسكتة الدماغية وغيرها من المشاكل الصحية، مقارنة بمن يعملون 40 ساعة أو أقل.
جمع التحليل الجديد -المنشور في مجلة القلب الأوروبية، ويقوده باحثون من كلية لندن الجامعية- بيانات من 8 دراسات سابقة تتضمن أكثر من 85 ألف رجل وامرأة من المملكة المتحدة والدنمارك والسويد وفنلندا، ولم يعانِ أي من المشاركين في بداية الدراسة من مرض الرجفان الأذيني، لكن 1.061 شخص تطور لديهم المرض خلال العشر سنوات التالية، حسب مجلة "تايم" الأمريكية.
ووجد الباحثون أن من يعملون 55 ساعة أسبوعياً أكثر عرضة لتطور مرض الرجفان الأذيني مقارنة بمن يعملون ما بين 35 إلى 40 ساعة أسبوعياً، حتى بعد تعديل النتائج لعوامل مثل: العمر، والنوع، والسمنة، والتدخين، واستخدام الكحوليات، والنشاط البدني في وقت الفراغ.
والأكثر من ذلك أن 90% من الحالات المصابة جاءت بين الناس الذين لم يكونوا يعانون من أمراض بالقلب والأوعية الدموية؛ مما يشير إلى أن قضاء الكثير من الوقت في العمل كان مسؤولًا عن زيادة فرص الإصابة بالرجفان الأذيني.
وأشار مؤلفو الدراسة إلى أن الـ40% زيادة في خطر الإصابة بالمرض قد لا يكون بالشيء الجلل، لكن ذلك يتوقف على مدى ارتفاع خطورة إصابة الشخص بأمراض القلب، موضحين أن معدل زيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني بين الأفراد ممن يعملون لساعات طويلة بسيط نسبياً، لكن بالنسبة لشخص لديه العديد من العوامل التي تمثل خطورة، مثل أن يكون من كبار السن أو أن يكون رجلًا يعاني من السكري أو مدخناً فإن أي خطر إضافي قد يكون مهماً.
لا يمكن للباحثين الجزم بأن قضاء وقت إضافي في العمل قد يؤدي إلى الإصابة بعدم انتظام في نبضات القلب، لكن لديهم شكوكا بأن الضغط والإجهاد قد يلعب دوراً في جعل كل من نظامي القلب والأعصاب أكثر عرضة للتشوهات.
كان بهذه الدراسة بعض الحدود، من بينها حقيقة أن ساعات العمل كانت محددة ضمن مرحلة وقتية معينة، وأن مهن الناس الخاصة لم تكن متضمنة في التحليل، وقال باحثون من مستشفى سانت أنطونيوس في هولندا إن هذه العوامل قد تكون أثرت على النتائج.
وأوضح الباحثون أنه من المتصور أن التوتر الوظيفي وفترات العمل الليلية قد تكون متكررة أكثر في مجموعات ساعات العمل الطويلة، والتي بدورها ربما تكون قد خلقت بعض المخاطر.
قد يسهم العمل الذي يتطلب مجهوداً بدنياً في زيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني ومشاكل القلب الأخرى، لكن يشير باحثو سانت أنطونيوس إلى أن العمل اليدوي يكون منظماً في كثير من الأحيان، لذا لا يحقق العمال 55 ساعة عمل خلال الأسبوع، موضحين أن غالباً ما يكون العمل في وظائف إدارية عليا والأعمال الحرة بلا قيود متعلقة بساعات عمل محددة، لكن الإجهاد العقلي قد يكون أكثر أهمية من الجسدي.
aXA6IDE4LjIyNy43Mi4yNCA= جزيرة ام اند امز