
عبدالمنعم سليمان
كاتب سوداني
كاتب سوداني
في الوقت الذي ينزف فيه السودان جراحًا مفتوحة من حربٍ داخليةٍ ضروس، يجد نفسه مجددًا في قلب صراعٍ إقليميٍّ متفجّر..
في تطور سياسي مفاجئ، وإن لم يكن غريبًا عن السياق المتقلّب في السودان، أصدرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارًا يقضي بحظر دخول السودانيين إلى أراضيها بشكل كامل، يدخل حيّز التنفيذ اليوم التاسع من يونيو 2025.
عادت مالي لتتصدر مشهد العنف الديني المتصاعد في منطقة الساحل الإفريقي، وذلك بعد الهجوم الدموي الأخير الذي نفّذه مسلّحو جماعة نصرة الإسلام والمسلمين - المرتبطة بتنظيم القاعدة - على معسكر “ديورا” في منطقة موبتي وسط البلاد.
لم يُجنِّد تحالف البرهان والكيزان أنفسهم، منذ اندلاع الحرب على الشعب السوداني، كما فعلوا بعد إعلان وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس الماضي، نيتها فرض عقوبات على سلطة بورتسودان.
إن أي محاولة لإخضاع بيان وزارة خارجية سلطة بورتسودان، بخصوص ما زُعم أنه إبعاد تمّ من قِبل دولة الإمارات لعددٍ من موظفي القنصلية السودانية في دبي خلال الأيام الماضية، لآليات التحليل السياسي بهدف قراءته ونقده، ستبوء بالفشل الذريع.
قبل اندلاع الحرب التي أشعلها الإخوان المسلمون (الكيزان) في الخامس عشر من أبريل 2023، كانت “كتيبة البراء بن مالك” – وهي مليشيا تابعة لتنظيم الكيزان – على أهبة الاستعداد، بكامل العدّة والعتاد.
بعد فشل وسقوط جميع الذرائع والمزاعم والمحاولات التي قامت بها جماعة الإخوان المسلمين، المعروفة سودانيًا بـ(الكيزان)، التي أشعلت وتدير الحرب السودانية الراهنة بتحالفها مع قيادة الجيش السوداني، لإدانة دولة الإمارات العربية الشقيقة بتُهَمٍ جُزافية مُفبركة.
منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل/نيسان 2023، عاد التحالف بين الإسلاميين والمؤسسة العسكرية إلى الواجهة، بصمتٍ وتصميم، مستعيدًا نفوذًا فقده عقب ثورة الشعب السوداني (ديسمبر/كانون الأول 2018).
في تطور نوعي خطير، نفذت قوات الدعم السريع صباح اليوم هجومًا جويًا واسعًا باستخدام طائرات مسيّرة استهدف مدينة بورتسودان، التي تتخذها سلطة الأمر الواقع بقيادة قائد الجيش عبدالفتاح البرهان عاصمة لها.