
عبدالمنعم سليمان
كاتب سوداني
كاتب سوداني
لم يكن تصريح مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية، الأسبوع الماضي، بشأن استحالة إنهاء الحرب في السودان عبر الحسم العسكري، مجرد اعتراف متأخر بحقيقة دامغة أثبتتها الوقائع..
في مشهدٍ يحمل مفارقاتٍ قاسية، اختارت سلطة الأمر الواقع في بورتسودان بداية شهر مايو/أيار الماضي أن تُصعِّد موقفها ضد دولة الإمارات، متوهِّمةً أن بإمكانها تطويع العدالة الدولية لغاياتٍ سياسيةٍ ضيّقة، لا تسندها حقائق، ولا تستقيم مع منطق القانون الدولي.
استيقظ العالم فجرَ أمس على صور القاذفة الأمريكية العملاقة B-2 وهي تقصف، في لحظة خاطفة، مواقع المفاعلات النووية الإيرانية في فوردو، وأصفهان، ونطنز. لم يرَ أحدٌ شيئًا سوى تجمّع الدخان والغبار فوق المواقع المدفونة في أعماق الأرض.
في الوقت الذي ينزف فيه السودان جراحًا مفتوحة من حربٍ داخليةٍ ضروس، يجد نفسه مجددًا في قلب صراعٍ إقليميٍّ متفجّر..
في تطور سياسي مفاجئ، وإن لم يكن غريبًا عن السياق المتقلّب في السودان، أصدرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارًا يقضي بحظر دخول السودانيين إلى أراضيها بشكل كامل، يدخل حيّز التنفيذ اليوم التاسع من يونيو 2025.
عادت مالي لتتصدر مشهد العنف الديني المتصاعد في منطقة الساحل الإفريقي، وذلك بعد الهجوم الدموي الأخير الذي نفّذه مسلّحو جماعة نصرة الإسلام والمسلمين - المرتبطة بتنظيم القاعدة - على معسكر “ديورا” في منطقة موبتي وسط البلاد.
لم يُجنِّد تحالف البرهان والكيزان أنفسهم، منذ اندلاع الحرب على الشعب السوداني، كما فعلوا بعد إعلان وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس الماضي، نيتها فرض عقوبات على سلطة بورتسودان.
إن أي محاولة لإخضاع بيان وزارة خارجية سلطة بورتسودان، بخصوص ما زُعم أنه إبعاد تمّ من قِبل دولة الإمارات لعددٍ من موظفي القنصلية السودانية في دبي خلال الأيام الماضية، لآليات التحليل السياسي بهدف قراءته ونقده، ستبوء بالفشل الذريع.
قبل اندلاع الحرب التي أشعلها الإخوان المسلمون (الكيزان) في الخامس عشر من أبريل 2023، كانت “كتيبة البراء بن مالك” – وهي مليشيا تابعة لتنظيم الكيزان – على أهبة الاستعداد، بكامل العدّة والعتاد.