خبراء عن رفض البرهان «الخطة الأمريكية».. القرار بعهدة إخوان السودان
رافق إعلان قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان رفضه "الخطة الأمريكية" إحباط، لكن مراقبين شددوا على أنه لم يكن مفاجئاً.
ويعتقد مراقبون تحدثوا لـ"العين الإخبارية" أن المأزق في السودان أن قرار استمرار الحرب ليس في يد البرهان، إنما في عهدة تنظيم الإخوان.
وأطيح بالإخوان من الحكم في ثورة ديسمبر/كانون الأول 2019، بعد 3 عقود في السلطة.
وقال القيادي في التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة السودانية "صمود"، خالد عمر يوسف، في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "هكذا هو البرهان، كلما وُضع بين خيارين، أحدهما لصالح الشعب السوداني، وثانيهما لخدمة التنظيم الإخواني، يختار دون تردد الوقوف إلى جانب الجماعة خدمة لأجندتهم".
وأعاد يوسف التذكير بمواقف البرهان من الثورة قائلاً: "اختار (البرهان) فض الاعتصام من أمام بوابة القيادة العامة للجيش السوداني في يونيو/حزيران 2019، انتصاراً لرغبات الإخوان لتصفية الثورة، دعونا لا ننسى ذلك".
والأحد، ظهر البرهان في خطاب أمام كبار الضباط في أم درمان غرب العاصمة الخرطوم، معلناً رفضه خطة أمريكية لإنهاء الحرب في السودان وتسليم السلطة للمدنيين.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أكد الشهر الجاري عزمه العمل على وضع حد للحرب المستعرة في السودان منذ أبريل/نيسان 2023، بطلب من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي خلال زيارته لواشنطن.
وفي أعقاب إعلان ترامب، أكد مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية والعربية، مسعد بولس، أن لدى بلاده مقترحاً مفصلاً للحل يمكن أن يشكل خارطة طريق لإنهاء النزاع، مبيناً أن هذا المقترح يرتكز على وقف النار وإيصال المساعدات الإنسانية، إضافة إلى الدعوة لحوار وطني شامل.
كذلك يتضمن المقترح سبل إعادة الإعمار بعد الحرب، وآليات إعادة هيكلة الحكم في البلاد.
وقال البرهان الأحد إن ما طرح عبر المبعوث الأمريكي مسعد بولس هو "أسوأ ورقة يتم تقديمها".
وجاء موقف البرهان بعد أيام من إعلانه الانفتاح على المبادرة الأمريكية.
لكن الخبراء أشاروا إلى أن مراوغات البرهان تتكرر منذ بدء المساعي الدولية لاحتواء الصراع، لافتين إلى سجل طويل من رفض البرهان المشاركة في فعاليات ومؤتمرات تهدف لدفع فرقاء السودان لطاولة المفاوضات.
وأوضح القيادي في التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة السودانية "صمود" أن "البرهان قام بتنفيذ انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، للإطاحة بحكومة الثورة بقيادة عبدالله حمدوك، نزولاً وخضوعاً لتوجيهات التنظيم الإخواني الذي يريد قطع الطريق أمام التحول المدني الديمقراطي".
وتابع: "البرهان قام أيضاً بتوريط الجيش السوداني في حرب أبريل/نيسان لقطع الطريق أمام الاتفاق الإطاري لمجرد أنه اتفاق مرفوض من قِبل الإخوان، ها هو اليوم مُجبر أيضاً على رفض أي مبادرات لحل سلمي، حتى لو كان ذلك على أشلاء وجماجم السودانيين".
وأضاف: "أزال قائد الجيش السوداني بالأمس كل غشاوة عمن استعصى عليه إدراك طبيعة هذه الحرب وغاياتها، فهي حرب أشعلها الإخوان حتى لا تمضي حكومة الثورة في مشروع تفكيك قبضتهم، وتحرير مؤسسات الدولة بما فيها الجيش، من سيطرتهم".
من جانبه، يرى المحلل السياسي في السودان، النجمي عثمان، أن خطاب قائد الجيش السوداني لم يكن أمراً مفاجئاً ولا غريباً، واصفاً البرهان بأنه "الناطق الرسمي" بلسان الحركة الإسلامية السودانية.
وبحسب النجمي الذي تحدث لـ"العين الإخبارية"، فإن البرهان لم يخرج يوماً عن تنفيذ أجندة التنظيم الإخواني، وهو يفعل ما يُؤمر به داخل التنظيم.
وقال النجمي: "بإعادة النظر لكل مواقف البرهان حول الحرب والسلام، فهي تكاد لا تفارق خط الإخوان قيد أنملة".
وأضاف: "على شاكلة تصريحات كبار قيادات الإخوان في السودان، مثل علي كرتي، وأنس عمر، والحاج آدم يوسف، والتي كانت كلها من قبل تحريضاً على الحرب لقطع الطريق أمام أي تسوية سياسية لا تُبقي على حظوظهم في الحكم، هكذا تجيء تصريحات البرهان الذي يتحدث بلسان الذراع العسكري للتنظيم الإخواني".
وحول الأسباب وراء تعمد البرهان الحديث الرافض للمبادرات الدولية والإقليمية الداعية للحل التفاوضي السلمي للنزاع في السودان، قال النجمي: "التنظيم الإخواني مرفوض ومنبوذ في كل المحيط الدولي والإقليمي، ولهذا فإن كل مشاريع الاتفاقات المقترحة تشترط أولاً إبعاد التنظيم عن سدة الحكم ومؤسسات الدولة السودانية، وهو الأمر الذي يتصدى له البرهان إنابةً عن الجناح المدني للتنظيم، وبحسبان أنه القائد الفعلي للجناح العسكري للتنظيم الإخواني".
وأضاف: "إن البرهان وجماعته لا يريدون حلولاً تقصيهم عن المشهد السياسي ما بعد إيقاف الحرب، وخصوصاً بعد الاتجاه الدولي لتصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي، لم يعد أمامهم غير التمسك بخيار "البندقية" لإطالة أمد الحرب، لأنهم لن يحكموا السودان مرة أخرى إلا في ظل استمرار هذه الفوضى
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODYg
جزيرة ام اند امز