فنان صيني يعزز مكانته بين عظماء القرن العشرين عبر فن الرسم بالحبر الصيني.
في التاريخ الحديث للفنون الجميلة الصينية، يُعرف هوانغ بين هونغ (Huang Binhong) بأنه مبتكر عظيم. ولد في عام 1865، وقاد ثورة في رسم الجبال في البلاد بعد عقود من الدراسة والاستكشاف. تجسد أعماله التي تحمل عنوان "غابة الصنوبر في الضباب" إرثًا أكثر ديمومة. تفاصيل أكثر في سياق التقرير التالي.
قام هوانغ بين هونغ بإبداع عمل "غابة الصنوبر في الضباب" في أربعينيات القرن الماضي، حيث كان في السبعينات من عمره عندما ابتكر هذه التحفة الفنية وبلا منازع في فن المناظر الطبيعية في الصين في القرن العشرين، وهي عبارة عن تطبيق طبقات دقيقة للحبر والذي يصور المشهد بروعة لا مثيل لها.
يقول يوي يانغ، أستاذ بالأكاديمية المركزية للفنون الجميلة، إن استخدام الحبر يعد جزءًا لا يتجزأ من طبيعة الثقافة الصينية ونظرتها الكونية. يعد التطبيق، خاصة تجميع الحبر هو المفتاح لتقدير اللوحات الفنية لهوانغ بين هونغ.
هوانغ بين هونغ (1865-1955)
في الثلاثينيات من القرن الماضي، ومع اقتراب العدوان الياباني، تمت دعوة هوانغ بين هونغ إلى متحف القصر الإمبراطوري لتقييم مجموعته الفنية الجميلة من أجل نقلها إلى أماكن آمنة في زمن الحرب. في هذه السنوات المضطربة، كرس نفسه للرسوم القديمة. في هذه الأعمال الفنية، كان يحاول البحث عن ملجأ في وطنه المحطم. أخيرًا، آتى الاستكشاف والتجريب المضني ثماره، حيث صاغ هوانغ بين هونغ الطرق السبعة للرسم بالحبر استنادًا إلى أعمال أسلافه.
وضع هذا الفهم المتجدد للجوهر الثقافي الصيني الأساس للتحول الثوري الذي قام به هوانغ بين هونغ في أسلوبه الفني.
لطالما كانت جبال هوانغشان في شرق الصين مصدر إلهام لهوانغ بين هونغ، وتجسد أشجار الصنوبر التي يغمرها ضوء القمر الروح العميقة للثقافة الصينية، وهي الفكرة الأكثر ديمومة بالنسبة لهوانغ بين هونغ. في الأربعينات من القرن الماضي، وفي أعقاب الحربين العالميتين المدمرتين، واجهت شعوب الشرق والغرب أكثر الأوقات صعوبة. حتّم الغرور والكراهية المتفشيان ضرورة إعادة بناء العالم الروحي للإنسانية.