كيف للإنسان أن يعرف ماضيه وسيرة أجداده وتاريخ أمته، إلا من خلال ما بين يديه من تراث وآثار.. ماضي سوريا وحضارتها وتاريخها تحكيه الحجارة، لكن الإرهابيين ومشغليهم أرادوها أن تخرس إلى الأبد.
الحكومة السورية أبلغت اليونسكو أنها نقلت عشرات آلاف القطع الأثرية من المتاحف إلى أماكن آمنة، لكن ما تبقى سرقه الإرهابيون أو دمروه.
مجازر "داعش" في آثار سوريا.. كنوز فريدة ضاعت بلا رجعة
تدمر، مدينة الشمس، أعمدتها المهيبة هي الأكثر شهرة في العالم، مدينة الملكة زنوبيا التي واجهت الإمبراطورية الرومانية.
في مايو عام 2015 دخل إرهابيو داعش المدينة، والمسرح الذي قدم الفن والموسيقى على مدى العصور أصبح ميدانا للإعدام.
قطع الدواعش رأس كبير علماء الآثار في سوريا الدكتور خالد الأسعد؛ لأنه لم يدلهم على أماكن القطع الأثرية، فجروا قوس النصر وضريح بعل شمين الشهير، ودمروا معبد بيل، ونهبوا ما استطاعوا ثم شوهوا التماثيل.
بالصور: 2016 عام أسود على آثار سوريا
مدينة تدمر وأحياء دمشق وحلب القديمة، وقلعتا الحصن والمضيق، ومدينة بصرى القديمة، مواقع وضعتها منظمة اليونسكو على لائحة التراث العالمي.
40 ألف قطعة أثرية نهبت من متاحف سوريا ومواقعها الأثرية، وأحرقت أسواق مدينة حلب القديمة، وسقطت مئذنة جامعها الأموي.
المعارك أتت على بعض أعمدة أفاميا على نهر العاصي بريف حماة، ودمرت جزءا من مدرج بصرى بمحافظة السويداء، وطالت قلعة الحصن بريف حمص، والمعابد في دير الزور والحسكة شرقي سوريا.
تركيا تتبرأ: تهريب "داعش" لآثار سوريا عبر أراضينا "مُسيَّس"
"إنها نهاية العالم الثقافية" بهذه العبارة وصف مؤلف كتاب "الإمبراطوريات الإسلامية"، جاستن ماروزي، ما حل بآثار تدمر، التي اعتبرها جزءا من الحضارة العالمية، وما حل بها هو جرح للبشرية جمعاء.
لم تستطع الأيام والسنون أن تمحو تاريخ سوريا، لكن الإرهابيين دمروا الكثير من آثارها ونهبوا متاحفها، ومراكز المدن القديمة سويت بالأرض.. وعلى العالم أن يأخذ الدرس والعبرة كي لا تتكرر تلك المآسي الإنسانية.