نفق مظلم تعيش فيه حركة النهضة الإخوانية بتونس بعدما انفض الجميع من حولها وتهاوى حلفاؤها مؤسسوها تباعا.
فبعد الإطاحة ببرلمان الإخوان عام 2021، انقسمت قيادات الحركة، منهم من ابتعد نهائيا عن الشأن العام وآخرون أسسوا أحزابا جديدة، لتتهاوى الحركة كأحجار الدومينو في أشهر قليلة.
حتى التحالف التي كانت تتحصن به فقد تهاوت أعمدته، ليختفي رئيس حزب قلب تونس، نبيل القروي، أما رئيس ائتلاف الكرامة، سيف الدين مخلوف فكان مصيره السجن، كما أغلق المقر الرئيسي لحراك تونس الإرادة بزعامة المنصف المرزوقي.
ووفق المحلل السياسي التونسي عبدالمجيد العدواني فإن حركة النهضة الإخوانية انتهت قائلا: "حتى أذرعها التي كانت تعول عليها لم يعد لها أي أثر، إلا القلة القليلة".
وفي تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أكد أن الحركة الإخوانية كانت تعتمد على تكتيك واضح يتمثل في اللجوء لأنصارها عبر القيام بحملات إعلامية مدفوعة تهدف إلى تقديم الجماعة بدور الضحية وتوظيف الذباب الإلكتروني لتصدير الإخوان للساحة والتشويش على سياسة الحكم، لكن كل هذا لا يمكنها تحقيقه بعد تجميد جميع أرصدة وحسابات الجماعة".
وتابع: "تعتمد النهضة على خطة اللجوء لدول العالم ومحاولة تدويل القضية، لكن الكشف عن جرائمهم قضائيا، جعل من المجتمع الدولي غير مهتم لأمرهم".
وأوضح أن حركة النهضة لم تتوقع أنها ستواجه رجلا بهذه الشخصية المتصلبة والصارمة، في إشارة للرئيس قيس سعيد؛ الذي لم يظل صامتا أمام جرائم الإخوان، وأمام التحركات الدبلوماسية لرئيس البرلمان راشد الغنوشي وتعديه على صلاحياته المكفولة بالدستور تحت ما تم تسميته "الدبلوماسية البرلمانية".