مئوية قطر.. أبحاث أجنبية ترصد شواهد بخ السم في الشرق الأوسط
تقرير يأتي ضمن سلسلة تعدها "بوابة العين" بمناسبة مرور مائة يوم على إعلان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعة قطر جراء دعمها الإرهاب
دفعت مقاطعة الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب لقطر مراكز الأبحاث الدولية للتنقيب عما تخفيه الدوحة من جرائم وأدلة عن دعمها التنظيمات الإرهابية ونشر العنف حول العالم.
- مركز أبحاث: قطر دولة ناقلة للأمراض وتنشر فيروساتها السياسية
- خبراء لـ"بوابة العين": تقارب السعودية مع إيران ضرب من الخيال
ومن ضمن ذلك ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية حول يوسف القرضاوي، الأب الروحي لتنظيم الإخوان الإرهابي، وعلاقته المباشرة بتأجيج الأزمة القطرية.
وفي ذلك قال ديفيد واينبيرج، العضو السابق في لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس، في تصريح للصحيفة، إن مكانة القرضاوي داخل العائلة المالكة القطرية عالية، حيث كان يتم استقباله بشكل حار، وهذا التأثير هو المحرك الأساسي والخفي لسياسات قطر الداعمة والممولة للإرهاب.
تقرير آخر لقناة فوكس نيوز الأمريكية كشف عن العلاقة الوطيدة بين النظام القطري وزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، حيث مولت جمعية "قطر الخيرية" بن لادن نفسه.
وصرح جون روسوماندو كبير المحللين في "مشروع التحقيق حول الإرهاب"، وهي مؤسسة بحثية تتخذ من واشنطن مقراً لها، بأنه "يجب على الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والأمم المتحدة البحث عن شركاء مختلفين غير مرتبطين بالإرهابيين".
واعتبر أن "علاقة قطر الخيرية مع حماس وتنظيم القاعدة تجعل أي وكالة تتعاون معها شريكاً في (جرائم) الإرهاب".
معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام فجّر مفاجأة من العيار الثقيل؛ عندما كشف عن إحصائيات استيراد الأسلحة القطرية خلال الفترة بين 2011 و2016، والتي كشفت أن الدوحة استوردت أسلحة زيادة عن احتياجاتها الدفاعية بنسبة قدرها 245%، وأن مناطق الصراع في الشرق الأوسط شهدت زيادة في تدفق الأسلحة بمقدار 51% في 2016 مقابل 9% في 2011 عند بداية الصراعات في كل من سوريا وليبيا.
وحصلت ليبيا على نصيب الأسد بحوالي 1.7 مليون قطعة سلاح ثقيل دخلت ليبيا في الفترة بين 2011 و2016، بينما شهدت سوريا دخول 860 ألف قطعة سلاح ثقيل في الفترة نفسها.
ويعني ذلك أن قطر كانت تستورد السلاح لتسربه إلى التنظيمات الإرهابية في تلك الدول.
تقرير آخر للمجموعة الدولية للأزمات كشف عن تمويل قطر لجماعات إرهابية معروفة في الصومال مما أسهم في تأجيج الصراع؛ حيث قامت بمد الجماعات المسلحة بالمال والسلاح بعد انفصال جمهورية "صومالي لاند" عن الأراضي الصومالية في عام 1991، لحماية مصالحها الاستثمارية في تلك البقعة الوليدة من رحم حرب أهلية طاحنة استمرت لسنوات.
الباحث الأمريكي جوناثان شانزر نشر تقريرا آخر حول التدخل القطري في ليبيا عبر مجلة "نيوز ويك" الأمريكية، تناول دعم قطر وتركيا لجماعة "الإخوان" الإرهابية، ومؤخراً المؤتمر الوطني العام الذي يتخذ من طرابلس (غرب) مقراً له، سعياً إلى الحصول على ما يوصف بأنه "نظام أكثر إسلامية" في ليبيا.
وقدمت الدوحة أكثر من 750 مليون يورو (890 مليون دولار) للجماعات الإرهابية في ليبيا منذ عام 2011، ويعتقد المسؤولون العرب أن هذه المساعدات تصل إلى غرب ليبيا عن طريق طيران تجاري يتم تمويله من قطر، حسب تقرير آخر.
ويكيليكس كان لها نصيب كبير في كشف علاقات قطر المشبوهة مع إيران وإسرائيل، حيث حذر أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في لقاء عقده، بصفته ولياً للعهد حينها، مع أعضاء في الكونجرس الأمريكي بالعاصمة الدوحة، يوم الـ5 من أكتوبر/تشرين الأول 2007، من أن عدم حل مشكلة الملف النووي الإيراني دبلوماسياً سيتسبب في حرب تضر إسرائيل.
وجاء أيضا في تلك الوثائق أن زير الدولة للشؤون الخارجية القطري أحمد بن عبدالله آل محمود أبلغ سفراء الولايات المتحدة ودول أوروبية في العاصمة الدوحة أن بلاده لا توافق على عزل إيران أو قصفها أو جعلها عدوا، واصفا العلاقات الإيرانية-القطرية بأنها ودية.
وثيقة أخرى كشفها ويكيليكس حول موقف أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني بالأوضاع في العراق، معتبراً أن الرئيس العراقي حينها جلال طالباني "ليس قائدا قويا" حسب قوله.
وأضاف خلال لقاء مع نائب وزير الدفاع الأمريكي جوردون انغلاند، في العاصمة الدوحة 6 أغسطس/آب 2008، أن "العراقيين أناس صعبون، ولا يمكن أن نثق بهم، ومن الواضح أنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تغادر العراق على الفور".
ولا تزال الوثائق والتقارير الإخبارية العالمية تستمر في رصد الانتهاكات القطرية في حق جيرانها بالمنطقة وفي خلخلة استقرار المنطقة العربية.
وجدير بالذكر أن الدول الداعية لمحاربة الإرهاب -السعودية والإمارات والبحرين ومصر - قاموا بمقاطعة قطر 5 يونيو/حزيران الماضي، بعد نكث الأخيرة وعودها في اتفاق الرياض 2013، والذي طالبت فيه عدة دول خليجية قطر رسميا بوقف دعم ورعاية وتمويل الإرهاب.
إلا أن الدوحة استمرت في نهجها مما دفعهم إلى اللجوء إلى المقاطعة كحل أخير لوقف الانتهاكات القطرية في المنطقة.