أخيرا اجتمع القادة الأوروبيون لمواجهة إرهاب تنظيم الإخوان، فقد طفح الكيل، وكل يوم انتظار وتأجيل للقرار، يعني ضحايا أكثر وخسائر أكبر.
التنظيم الذي غزا أوروبا منذ ستينيات القرن الماضي، استغل الديمقراطية الغربية وحريات الرأي والتعبير والتنقل والاستملاك، وراح يتسلل كالخلايا السرطانية في الجسد الأوروبي.
من خلال المراكز الثقافية والجمعيات، وما يسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي تموله قطر، وأئمة الجوامع الأتراك، نشر التنظيم فكره المتطرف، ووزع خلاياه في كل عاصمة ومدينة، وتمدد على مساحة القارة العجوز.
اعتقد الأوروبيون خطأ أن عناصر الإخوان سيندمجون في المجتمعات ويتحولون إلى مواطنين غربيين، ليتفاجؤوا -بعد عقود- أن "من شب على شيء شاب عليه"، فالإجرام يجري في عروق قادة التنظيم وعناصره، والإرهاب دينهم وديدنهم.
مئات العمليات الإرهابية، تفخيخ في المسارح ومحطات المترو، قتل بالأسلحة الرشاشة، قطع للرؤوس، دهس بالشاحنات، تفجيرات بالأحزمة الناسفة، وطعن بالسكاكين.
عملية فيينا الأخيرة أيقظت القادة الأوروبيين من سباتهم الطويل، ليحسموا أمرهم بالمواجهة الأمنية والقانونية والتشريعية لاستئصال إرهاب جماعة الإخوان.
شملت الإجراءات مصادرة أموال للتنظيم، وحملات مداهمات واسعة على مقراته وأوكاره، ومراقبة الإنترنت، لكن الخطوة الأولى هي ضبط الحدود وتشديد الرقابة، والمراقبة الإلكترونية لجوازات السفر.
تنظيم الإخوان الإرهابي هو سبب الإسلاموفوبيا، بل يعززها في الغرب، لتبرير وجوده في الشرق.
لكن حكماء الشرق وعلماءه، يعرفون جيدا ألاعيب الإخوان، ويتصدون لها شرعا وحقا.
هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، أعلنتها صراحة، وعلى الملأ: الإخوان جماعة إرهابية منحرفة، تتستر بالدين لتثير الفتن وتزعزع التعايش في الوطن الواحد.
قرار هيئة كبار العلماء، لم يكن وليد لحظة أو حادثة، فقد صبرت عقودا على ممارسة التنظيم الإرهابي للجريمة المنظمة، بحق الشعوب والبلاد العربية والإسلامية، وبعد 6 سنوات من إدراج وزارة الداخلية السعودية للإخوان في قائمة التنظيمات الإرهابية.