لم تعد الخلافات الروسية التركية حول الشمال السوري تخفى على أحد. فمن تعهّد بلجم مليشياته واعتداءاتهم كذب كعادته
لم تعد الخلافات الروسية التركية حول الشمال السوري تخفى على أحد. فمن تعهّد بلجم مليشياته واعتداءاتهم كذب كعادته، أما الروسي فأخّر استجابته لاتصالات أردوغان ونداءاته، وخفّف سوية اللقاءات الأخيرة.
يدرك الرئيسان الروسي والسوري معا، بأن السلطان الغارق في أحلامه الإخوانية ناقض للعهود، وأن جميع الفرص التي أتيحت له قد انتهت، وما عاد لسياسة النفس الطويل من ضرورة أو جدوى.
أخفقت محطتا الثامن والعاشر من فبراير في أنقرة، بتحقيق أي تقدم حول إدلب، فجاءت الاجتماعات في موسكو، ولكن بتمثيل منخفضٍ في درجة الحاضرين، وكالعادة لم تخرج بأي نتيجة تذكر.. وهذا ما عززه وزير الخارجية التركي حينما أعلن عن لقاء قد يجمع بين رئيسَي البلدين خلال الأيام المقبلة، إذا ما تعثرت مباحثات موسكو.
لقاء كثر الحديث عنه مؤخراً، قد يخرج وفقاً لما هو مرجّح باتفاق جديد على غرار اتفاقية أضنة الموقعة مع الحكومة السورية عام 1998.
يراهن أردوغان على إنضاج توازنات تتيح خلطاً للأوراق، بعدما تأكد أن ترتيبها الراهن لا يصبّ في مصلحته.. فنراه حيناً يقدم جداول زمنية لانسحاب الجيش السوري من مناطق سيطرته الجديدة، ونسمع وزير دفاعه حيناً آخر، يهدد بخططٍ من حروفٍ أبجدية، دون شرحٍ لما تعني.
أمّا سوريا فهي تمضي بتحرير أراضيها من إرهابيي أردوغان ومرتزقته.. فتعيد فتح أوتستراد دمشق-حلب الدولي، وتشغيل مطار حلب، وتؤكد على لسان رئاسة الجمهورية، استمرارها في هذا الطريق، رغم الفقاعات الصوتية الفارغة الآتية من الشمال.